أصابني الفزع وأنا أشاهد مظاهرة مئات الشباب المصريين في مطرانية ملوي وهتافاتهم الغاضبة واتهامهم الشرطة بالتخاذل والسلبية في حادث الاعتداء علي دير أبوفانا من بعض البدو، مما أدي إلي إصابة ٤ رهبان واحتجاز ثلاثة آخرين ومقتل مزارع مسلم، وحرق كنيسة البابا كيرلس، وتدمير مصنع عسل نحل ومبني تابع للدير.ما حدث في المنيا، سواء بالاعتداء علي الدير أو المظاهرة، يثير الفزع، لأن الطائفية هي النار الكامنة في نسيج الجسد المصري، وهي الفتنة التي لا تنام منذ السبعينيات، وهناك دائما من يحاول إيقاظها.وما زاد الموقف تعقيدا، تلك الحوادث المتفرقة التي تعرضت لها ثلاثة محال ذهب ملك مصريين أقباط في الزيتون وأسيوط والإسكندرية في أيام متعاقبة، وأدت إلي وفاة أربعة في الزيتون، فهذه الموجة من الجرائم تتكرر في مصر.. تذكروا موجة سفاح المعادي، كل يوم كلام عن سفاح جديد، حريق في مصنع، تتبعه حرائق في مصانع أخري، سرقة محل ذهب لمواطن قبطي، تتبعها سرقات أخري..تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة وإن كانت مختلفة، الأمن يتسرع ويعلن مبكرا أنه لا شبهة طائفية في حادث الزيتون مستندا إلي دلائل لا قرائن، وهذا ما أثار الأقباط، فاندفع بعضهم ليؤكد أن ما حدث يستهدفهم، ولا أدري لماذا لا تنتظر الداخلية حتي تكشف عن الجناة، كما حدث في الإسكندرية، ولماذا لا يتمهل الأقباط حتي تظهر الحقيقة؟أيضا لم يدع الإعلام الفرصة تمر، كل له رأي ورؤية وتحليل دون توافر أي معلومات، فصحيفة تصف ما حدث بأنه «مجزرة أقباط»، وأن الحادث سياسي، وأخري تراه قتلا علنيا للأقباط، وثالثة تراه جنائيا، وكلها كلمات تشعل نفوسا قلقة ومستريبة.. استمعوا إلي النائب الإخواني حمدي حسن، وهو يغازل الأقباط بحثا عن مكاسب سياسية، فيقول: «إن هناك من يعبث بأمن مصر بالتحرك ضد الأقباط»، أليس هذا القول تحركا ضد مصر أيها النائب المحترم، أليس من الأفضل الهدوء قليلا حتي تتكشف الحقائق؟!فحادث الإسكندرية تبين أن هدفه السرقة، ولا نعلم حتي الآن ماذا وراء حادث الزيتون، فلو ثبت أنه طائفي، فعلينا كمصريين ـ أقباطا ومسلمين ـ أن نفزع لأن الإرهاب لا يعرف ديانة، ولا يقصد إلا إثارة الفوضي في مصر، وفاتورة الأمن سيدفعها الشعب دون تمييز.أما ما حدث في المنيا، فيستحق التوقف، لأنه يعلي قيمة البلطجة، ويغيب القانون، فالدير له حرمته، وبناء السور تم بترخيص، وليس من حق البلطجية أن يفرضوا قانونهم ويتحدوا الدولة، وكان علي أجهزة الأمن أن تلتفت إلي خطورة وجود هؤلاء حول الدير، خاصة أنهم اعتدوا عليه من قبل ثلاث مرات.أيضا لابد أن يلتفت العقلاء من أقباط مصر، إلي أنهم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق، وليسوا دولة للأقلية مضطهدة، فليست كل الأوقات ملائمة للحديث عن حقوقهم المنقوصة، ولا التظاهر في مثل هذه الأزمات يمكن أن يفرض واقعا مختلفا، فهناك قتيل مسلم، وضع جثمانه في المستشفي نفسه الذي يعالج فيه الرهبان المصابون، لا فرق عند الألم والموت بين مسلم ومسيحي.. وفي الغضب ومع الجهل، هناك من يسعي لإشعال الحرائق واستغلال الاحتقان العام ـ لأسباب مختلفة ـ لتحويل جرائم بلا ديانة إلي معارك طائفية.مصر للأقباط، كما هي للمسلمين، وما حدث وما قد يحدث في المستقبل، يستوجب تشكيل لجنة محايدة، لا تعترف بموائد الوحدة الوطنية، ولا بالمصافحات الباردة، يكون هدفها دراسة أسباب إحباط جزء من نسيج الوطن، وهم الأقباط، وإحساسهم بالاضطهاد والتهميش، ولماذا تنتهك كنائس وأديرة من قبل بعض المسلمين؟ولماذا ينعزل الأقباط ويتعاملون مع مشكلاتهم علي أنها شأن قبطي لا مصري؟ وليت هذه اللجنة ـ المقترحة ـ تراجع المناهج الدراسية، وتقترح السبل لتعليم الأجيال الجديدة، أن مصر للمصريين، وأنها لن تكون شامخة وآمنة إلا بمحبة مسلميها ومسيحييها.. لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات بلا تفرقة!khramadan@hotmail.com
يحدث للافباط الان
الخميس، ٥ يونيو ٢٠٠٨
أصابني الفزع وأنا أشاهد مظاهرة مئات الشباب المصريين في مطرانية ملوي وهتافاتهم الغاضبة واتهامهم الشرطة بالتخاذل والسلبية في حادث الاعتداء علي دير أبوفانا من بعض البدو، مما أدي إلي إصابة ٤ رهبان واحتجاز ثلاثة آخرين ومقتل مزارع مسلم، وحرق كنيسة البابا كيرلس، وتدمير مصنع عسل نحل ومبني تابع للدير.ما حدث في المنيا، سواء بالاعتداء علي الدير أو المظاهرة، يثير الفزع، لأن الطائفية هي النار الكامنة في نسيج الجسد المصري، وهي الفتنة التي لا تنام منذ السبعينيات، وهناك دائما من يحاول إيقاظها.وما زاد الموقف تعقيدا، تلك الحوادث المتفرقة التي تعرضت لها ثلاثة محال ذهب ملك مصريين أقباط في الزيتون وأسيوط والإسكندرية في أيام متعاقبة، وأدت إلي وفاة أربعة في الزيتون، فهذه الموجة من الجرائم تتكرر في مصر.. تذكروا موجة سفاح المعادي، كل يوم كلام عن سفاح جديد، حريق في مصنع، تتبعه حرائق في مصانع أخري، سرقة محل ذهب لمواطن قبطي، تتبعها سرقات أخري..تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة وإن كانت مختلفة، الأمن يتسرع ويعلن مبكرا أنه لا شبهة طائفية في حادث الزيتون مستندا إلي دلائل لا قرائن، وهذا ما أثار الأقباط، فاندفع بعضهم ليؤكد أن ما حدث يستهدفهم، ولا أدري لماذا لا تنتظر الداخلية حتي تكشف عن الجناة، كما حدث في الإسكندرية، ولماذا لا يتمهل الأقباط حتي تظهر الحقيقة؟أيضا لم يدع الإعلام الفرصة تمر، كل له رأي ورؤية وتحليل دون توافر أي معلومات، فصحيفة تصف ما حدث بأنه «مجزرة أقباط»، وأن الحادث سياسي، وأخري تراه قتلا علنيا للأقباط، وثالثة تراه جنائيا، وكلها كلمات تشعل نفوسا قلقة ومستريبة.. استمعوا إلي النائب الإخواني حمدي حسن، وهو يغازل الأقباط بحثا عن مكاسب سياسية، فيقول: «إن هناك من يعبث بأمن مصر بالتحرك ضد الأقباط»، أليس هذا القول تحركا ضد مصر أيها النائب المحترم، أليس من الأفضل الهدوء قليلا حتي تتكشف الحقائق؟!فحادث الإسكندرية تبين أن هدفه السرقة، ولا نعلم حتي الآن ماذا وراء حادث الزيتون، فلو ثبت أنه طائفي، فعلينا كمصريين ـ أقباطا ومسلمين ـ أن نفزع لأن الإرهاب لا يعرف ديانة، ولا يقصد إلا إثارة الفوضي في مصر، وفاتورة الأمن سيدفعها الشعب دون تمييز.أما ما حدث في المنيا، فيستحق التوقف، لأنه يعلي قيمة البلطجة، ويغيب القانون، فالدير له حرمته، وبناء السور تم بترخيص، وليس من حق البلطجية أن يفرضوا قانونهم ويتحدوا الدولة، وكان علي أجهزة الأمن أن تلتفت إلي خطورة وجود هؤلاء حول الدير، خاصة أنهم اعتدوا عليه من قبل ثلاث مرات.أيضا لابد أن يلتفت العقلاء من أقباط مصر، إلي أنهم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق، وليسوا دولة للأقلية مضطهدة، فليست كل الأوقات ملائمة للحديث عن حقوقهم المنقوصة، ولا التظاهر في مثل هذه الأزمات يمكن أن يفرض واقعا مختلفا، فهناك قتيل مسلم، وضع جثمانه في المستشفي نفسه الذي يعالج فيه الرهبان المصابون، لا فرق عند الألم والموت بين مسلم ومسيحي.. وفي الغضب ومع الجهل، هناك من يسعي لإشعال الحرائق واستغلال الاحتقان العام ـ لأسباب مختلفة ـ لتحويل جرائم بلا ديانة إلي معارك طائفية.مصر للأقباط، كما هي للمسلمين، وما حدث وما قد يحدث في المستقبل، يستوجب تشكيل لجنة محايدة، لا تعترف بموائد الوحدة الوطنية، ولا بالمصافحات الباردة، يكون هدفها دراسة أسباب إحباط جزء من نسيج الوطن، وهم الأقباط، وإحساسهم بالاضطهاد والتهميش، ولماذا تنتهك كنائس وأديرة من قبل بعض المسلمين؟ولماذا ينعزل الأقباط ويتعاملون مع مشكلاتهم علي أنها شأن قبطي لا مصري؟ وليت هذه اللجنة ـ المقترحة ـ تراجع المناهج الدراسية، وتقترح السبل لتعليم الأجيال الجديدة، أن مصر للمصريين، وأنها لن تكون شامخة وآمنة إلا بمحبة مسلميها ومسيحييها.. لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات بلا تفرقة!khramadan@hotmail.com
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments:
إرسال تعليق