sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

الشخصية الفرنسية ،،،،والفضول الفكرى

الأحد، ١١ مايو ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us
عندما أتامل نفسي‏,‏ وماحققته خلال سنوات عمري أصاب بالقلق‏,‏ ولكن عندما أقارن نفسي بالآخرين أحس بالاطمئنانمقولة لـ تاليران وزير خارجية نابليون أول رئيس لأول جمهورية فرنسية‏,‏ تعبر عن إحدي جوانب الشخصية الفرنسية التي لاتكف ليل نهار عن النقد الذاتي الذي يصل في بعض الأحيان إلي جلد الذات‏,‏ فهم شعب دائم الشكوي من حكوماته‏,‏ غير راض عن نفسه برغم كل ماوصل إليه من تحضر وتقدم ورفاهية‏..‏ مما جعل الزعيم ديجول يقول‏:‏كيف يرضي عني شعب مزاجه من أنواع الجبن‏365‏ صنفا بعدد أيام السنة‏..‏ جبن من ألبان الماعز والبقر والنعاج والقيس‏,‏ جبن بالفستق وبعين الجمل‏,‏ وبالكريمة وبزيت الزيتون وبالسمسم والفلفل وجبنة عتيقة ونصف قديمة‏,‏ ومثلثات ومكعبات ودوائر وأقراص‏.‏شعب لايعجبه العجب‏,‏ ولكنه يقبل الصيام في رجب‏..‏ خمسة ملايين مسلم من شمال إفريقيا وجنوبها‏,‏ شرق أوسطي ـ من الهند وباكستان ـ لهم خمسة آلاف مسجد وزاوية منتشرة في كل أرجاء فرنسا‏,‏ ورغم ذلك تجد من يفتح شباك بالدور التاسع ليؤذن الفجر‏,‏ وكل مايفعله السكان الاصليون هو استدعاء الشرطة لتحذير السيد وتنبيهه أن مكان الشعائر والعبادات هو المسجد أو الكنيسة أو المعبد‏,‏ فالحرية هناك مقصوفة الرقبة عندما تؤثر سلبا علي حرية الآخرين‏,‏ قف علي رأسك ولكن حذار أن تعطل الطريق أو تزعج المارة‏,‏ بلبط في أي بركة تحت نافورة وإياك أن تطرطش علي ملابس الآخرين‏!‏هل فرنسا عنصرية؟ بالمقارنة فهم بالقطع لا‏..‏ ولكن الشعب الفرنسي يجهر بالحقائق‏..‏ يقول للأعورفي عينه أنت أعور‏,‏ شعب غريب‏,‏ عجيب‏,‏ لمن لايفهمه يتصور أنه متناقض‏,‏ ربما تاريخه‏,‏ حضارته‏,‏ ثقافته‏,‏ ثوريته‏,‏ تميزه وتفرده في الأدب والموضة والاتيكيت‏,‏ تجويده للصناعة‏,‏ تطوره ووفرة انتاجه في الزراعة‏,‏ تفوقه لحد بعيد في الطب والهندسة والمعمار والكيمياء والفيزياء‏,‏ جذبه لـ‏65‏ مليون سائح سنويا‏,‏ بخلقه أحداثا يومية من صالونات عالمية ومهرجانات دولية وأعياد شبه أسبوعية للأم والأب والجد‏,‏ للموسيقي وللخمور‏,‏ للفواجرا وللزهور والورود‏,‏ وحتي عيد للموتي‏!‏كل ذلك وغير ذلك ربما جعل هذا الشعب يعتز بذاته‏,‏ ويفخر بإنتاجه وإبداعه‏,‏ ويفاخر بتحضره بدرجة قد تصل أحيانا إلي حد الغرور والقسوة‏,‏ أو قل الوقاحة بالنسبة لثقافات الآخرين‏.‏في المترو والاتوبيس والطائرة والحدائق تجد كل مواطنه ومواطن يمسك كتابا باليمني‏,‏ ويسحب كلبا أو قطة باليسري‏.‏ الكتاب والحيوان هما الصديق الصدوق للانسان‏,‏ فلا وقت لديهم لاكتشاف الآخر‏,‏ لأنهم لايتقربون ولايصادقون إلا بعد أن يجتاز الآخر امتحانا في التحضر والثقافة والسلوك والتعامل‏.‏ اختبار عسير في أداب الحديث والمأكل والمشرب‏,‏ يرصدون كل حركة وفعل ورد الفعل لينفتحوا ويصادقوا ويفتحوا قلوبهم‏,‏ أو ينغلقوا علي الكتاب والحيوان‏,‏ لتبقي علاقتهم بالآخر سطحية‏..‏ بونجور ـ أورفوار‏!!‏شعب يستحق فهمه‏,‏ يستاهل الاستثمار في التفاهم معه‏,‏ بالتعرف علي منهج تفكيره ومنطلقاته وثوابته ومزاجه‏..‏ فهو أقرب الشعوب الغربية لثقافتنا العربية‏..‏ مستعدون للحوار‏..‏ جاهزون للنقاش الحر‏..‏ يحترمون الرأي الآخر بجد‏,‏ وعندهم الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية حقيقي وليس كلاما‏.‏نابليون‏,‏ ديجول‏,‏ ميتران‏,‏ شيراك من عشاق مصر‏,‏ وابن الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان متزوج من فتاة مصرية مسيحية يتغني بجمالها‏,‏ ويلقي أشعارا في خفة دمها ويتفاخر بأصولها المصرية‏,‏ ويفاخر بأنه دائم التردد علي مصر‏.‏حلم كل فرنسي في الحياة أن يزور مصر‏,‏ أو يعود لأبوسمبل مرورا بمعابد فيلة‏,‏ وأسوان ووادي الملكات والملوك‏,‏ ينحني لأبي الهول‏,‏ يصمت أمام المومياوات المحنطه من سبعة آلاف سنة‏,‏ـ يتباهي بصورة تحت سفح الهرم‏,‏ وإذا تقابل معك وعرفك بمصريتك يبدأ هو الحوار بلاقيود أو تحفظات لتكتشف أنه يعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا‏!‏فخر الشعب الفرنسي يرجع إلي أنه قدم أعظم التضحيات بدءا من الثورة الفرنسية‏,‏ مرورا بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة بعد عدة قرون من تحكم الكنيسة وقهرها وفسادها‏.‏ يفاخر باعلان حقوق الإنسان‏,‏ ومقاومة النازية‏,‏ وتدعيم قيم العدالة وإعلاء المساواة‏,‏ وترسيخ روح الحرية‏,‏ وتأكيد معاني الديمقراطية الحقيقية‏,‏ وأقام نهضة فكرية وتنويرية وعلمية وصناعية وحربية‏,‏وأهم ماوصل إليه وانتهي به هو بناء الانسان‏..‏ إنسان تتوافر لديه كل المواصفات القياسية والشروط الصحية والبيئية والحضارية‏,‏ ولا أحد ينكر أن الانسان الفرنسي هو النموذج للإنسان المتحضر‏.‏ وعبقرية المجتمع هناك أنه نجح بامتياز في الوصول إلي تنميط الإنسان الفرنسي وجعله استاندار ـ منهج التفكير واحد‏...‏ النظرة والتحليل واحدة‏..‏طريقة الحياة وأسلوب المعيشة لايختلف فيها الرئيس عن الخفير‏..‏ العامل مثل الفنان‏,..‏ الفلاح كالسياسي‏,‏ سائق الاتوبيس كالطيار‏..‏ عسكري المرور شكل المأمور في الأناقة وفهم الحياة وفلسفة الوجود والتفاهم مع الآخر‏,‏ لهم جميعا نفس درجة الاحترام‏,‏ نفس مستوي المعيشة بلاتميز أو تمييز‏,‏ جميعهم يستمتعون بالحياة بفوارق بسيطة وليست طبقية‏,‏ وكلهم بلا استثناء يتحدثون نفس اللغة‏,‏ يعتزون ويفخرون بفرنسيتهم ولايقبلون بديلا لوطنهم برغم كل ما يوجهونه من نقد لاذع لأنفسهم ولحكوماتهم‏,‏وربما هذا النقد الدائم أحد مفاتيح حركة التطور والإبداع الذي تراه يوميا في كل محافظات فرنسا الـ‏95‏ داخل الحدود‏,‏ بالاضافة الي المحافظات التابعة فيما وراء البحار‏.‏ وكل مانراه علي السطح من مظاهرات أو اضطرابات علي السطح هو جزءمن ثمن الحرية وضريبة للديمقراطية‏,‏ وإعمال لحقوق المواطنة في دولة ليست رأسمالية‏100%‏ ولا اشتراكية بلشفية‏..‏ هو نظام ارتضي به المجتمع ولايقبل عنه بديلا‏.‏ويبقي السؤال الذي يهمنا في هذه الزيارة المرتقبة‏:‏لماذا ظلت العلاقات التجارية بين مصر وفرنسا بلا قيمة أو أهمية‏,‏وظلت الاستثمارات الفرنسية في مصر ضعيفة ومحدودة ووهمية‏..‏ عقد غاز‏,‏ مصنع أسمنت ملوث للبيئة‏,‏ أسهم في البنوك‏,‏ ولاتوجد استثمارات كبري وحقيقية تتناسب مع حجم علاقاتنا السياسية والثقافية‏,‏ وعلاقتنا الرسمية التي ظلت دائما سمن علي عسل؟
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: