
دخلت برفقة صاحب المقام الرفيع صديقي الفنان آدم حنين إلي معرض جنيف الدولي للكتاب باعتبارنا ضمن اعضاء وفد مصر التي كانت ضيف الشرف لهذا العام الثلاثين من ابريل الماضي وحتي الخامس من مايو الحالي. وقد مشينا بين الرواد الذين ازدحم بهم هذا العرس الكبير لانلوي علي شيء, عندما اقترب صديقنا الكاتب الصحفي عاصم حنفي وأشار باصبعه وقال: اتري هذا الرجل بين الناس؟ قلت نعم قال إنه رئيس الدولة السويسرية, جاء يفتتح المعرض. وانا تطلعت إلي الرجل الذي يمشي, ولم ألبث ان تبينت انه الرئيس فعلا عندما اتجه معنا إلي القاعة الكبيرة المفتوحة, ووجدته يجلس في صدارتها برفقة آخرين ويلقي كلمته, بعدما سبقه مدير المعرض ووزير الثقافة السويسري والدكتور ناصر الانصاري المصري, والرئيس بعدما انتهي رأيته يغادر مثل اي واحد آخر, وانا استغربت. لقد عبر حنفي عن معرفة يتمتع بها في الشأن السويسري خصوصا بعدما اضاف انهم ينتخبون سبعة مستشارين يتم تصعيد واحد منهم ليعمل رئيسا لمدة عام, ما ان ينتهي حتي ينزل ليعمل وزيرا, بينما يصعد واحد اخر يجلس مكانه وهكذا كل بدوره ثم تجري الانتخابات مرة أخري. صحيح اننا في عرس الكتاب هذا كنا افتقدنا عددا من الاصدقاء الذين كان وجودهم كفيل باثراء حركة الوفد المصري, إلا ان ذلك لم يمنع ابدا ان الوفد كان ثريا ومؤثرا بالاسماء الكبيرة من السيدات والسادة الذين شاركوا, بل انني لم اشهد حضورا له نفس الحيوية ولا حظي بهذه الدرجة من القبول لدي جماهير هذا المعرض الكبير. لقد كان الجناح المصري بالغ الجمال والرحابة, وهو الجناح الذي استحق مصممه المهندس محمد عبدالكريم تهنئة الجميع, وقد تحول خلية نشاط في رعاية اللجنة التي أشرفت بكل الدقة والمهارة علي تنفيذ برامجه المنوعة, وانا كان بودي لو حدثتك هنا عن تلك الندوات التي تناولت مسيرة المرأة المصرية والترجمة وحوار الحضارات ونجيب محفوظ وتطور الرواية والحكيم والمسرح المصري والشهادات التي قدمت حول تجارب ابداعية وحفلات التوقيع إلي جانب مختارات من افلام مصرية وعروض البانوراما التي قدمها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي المصري عبر شاشة مستحدثة امتدت في قوس يربو علي نحو اثني عشر مترا حيث شاهدت الجماهير نماذج من التراث الفرعوني والقبطي والإسلامي ونماذج اخري من القاهرة الحديثة, بينما وقفت الشابة مصرية الملامح تقدم شروحها بالفرنسية لحضور جلس مستمتعا ومبهورا, وفي كل الأوقات سوف تجد الدكتور الانصاري حاضرا وصديقنا عماد أبوغازي ورفاقه مع القنصل المصري الواعي حسام محرم والدكتورة ليلي ابنة مفكرنا الراحل أحمد بهاء الدين وقد صاروا جميعا كأفراد في الوفد بملازمتهم الدائمة, كما شاركت دار الأوبرا المصرية بتختها الشرقي الذي نقل روائح الوطن واشجي, وهم لاقوا حفاوة هائلة مع عاصفة من التصفيق ما انتهوا من العزف قبل اللقاء الذي جري مع الجالية العربية الذي اعده نادي الكتاب العربي بالأمم المتحدة باشراف الدكتور الخفيف, وهو اللقاء الذي اداره الدكتور جابر عصفور وشارك فيه بهاء طاهر وجميل عطية ابراهيم وكاتب هذه السطور, وكان الحضور قد غني كله مع افراد التخت انا في انتظارك لام كلثوم وياصلاة الزين للشيخ زكريا وغيرهما, ويجب ان لايدهشك اننا اينما توجهنا في هذه الدنيا, وجدنا مصر في ضمير الناس بلدا عريقا وملهما, إلا انها تبقي في نظر القلة بلدا يصعب احتماله, هذه القلة هي المصريون انفسهم.
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
0 comments:
إرسال تعليق