sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

تقـــــــــــــديم الاستجواب العصرى

الاثنين، ١٦ يونيو ٢٠٠٨

Share this history on :
( يمكنك أن تفعل أي شئ إلا أن تكون مملا ) تلك هي القاعدة الذهبية لتقديم وعرض أفكارك وإنجازاتك فمهما كانت الأرقام والبيانات ذات دلالة بالنسبة لمقدمها، فهي لن تكون كذلك بالنسبة للمستمع ما لم يتم تقديمها بأساليب عرض جذابة وشائقة تجذب انتباه المستمع أو المشاهد وتبقيه على اتصال مستمر بمقدم هذه المعلومات أو البيانات. لقد تطورت أساليب عرض البيانات تطورا مذهلا في الفترة الأخيرة بسبب ما نشهده من تطور مماثل في تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الاتصال المختلفة. وتحظى هذه التكنولوجيا المتطورة باهتمام (كل من يقدم Presentor أو يتحدث على الملأ فالأجهزة تزيد من قوة أدائه وتشعره بالسيطرة على ما يقدمه وكذلك تمكن المستمعين من متابعته. وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذه المهارة يحتاج إليها فقط من يعمل في مجال الإعلام أو التعليم بكافة صوره إلا أن الواقع الحي يؤكد أن هذه المهارة أصبحت من ضرورات العمل السياسي وتلزم كل المتعاملين مع أجهزته التشريعية والتنفيذية على السواء. فالقيادات التنفيذية مسئولة عن تقديم إنجازاتها والرد على استجوابات أعضاء مجلس الشعب، وكذلك الأمر بالنسبة لمجلسي الشعب والشورى بمسئوليتهم عن توضيح آرائهم وأفكارهم، والأمر كذلك حيوي وضروري بالنسبة لرؤساء اللجان وأمناء الحزب الوطني المسئولين بطبيعة الحال عن تقديم أهداف المواطن المصري وترجمتها إلى واقع على أرض مصر. كل هؤلاء مسئولون عن ( التقديم والعرض ) ويجب أن تتوافر لديهم القدرة والمهارة الخاصة بالتحدث على الملأ هذا العلم الذي أصبح محكوما بمبادئ وقواعد ذهبية حاكمة ومرشدة، والتى من أهمها: 1- إحذر أن تكون مملا: فليست العبرة بكفاءة أجهزة الإرسال، ولكن العبرة بكفاءة أجهزة الاستقبال….. فجهاز الراديو مهما كانت قوة موجاته فلن تمكننا من رؤية صورة المتحدث، كما أن من المهم أن تنتهتى مهمة لمتحدث قبل أن تنتهى مهمة لمستمع، ولعل من الأمور المثيرة للدهشة أن ( الرغبة في التحدث ) أحيانا ما تتجاوز أي رغبة أو متعة أخرى حيث يظل الإنسان متحدثا ولو كره الكارهون وأن يبقي في دائرة التقديم حتى ولو أشار إليه الجالسون ( المنصتون ) بأنهم قد اكتفوا أو تشبعوا أو أنهم قد فقدوا الإحساس بكلماته طالما أنه لم يفقد بعد القدرة على التحدث، كما لم يفقد لسانه القدرة على إخراج الكلمات بنفس الحماس… ذلك العضو العجيب من أجزاء جسم الإنسان الذي لا يرهق من الحديث فلم نسمع يوما أن فلانا قد توقف عن الحديث برهة ليريح لسانه أو أناب غيره في الحديث حتى يستريح لسانه.. قد يجف الحلق وتلتهب الأحبال الصوتية وترهق عضلات الصدر والبطن من فرط الحديث أو الصراخ ولكن اللسان يبقي صامدا طالما يجد منه صاحبه متعة الحديث. لذا يجدر بالمتحدث وهو يعد البيان أو الرد على الاستجواب أو التقرير أن يضع نفسه مكان المتلقى أو المستمع وأن يصيغ مادته ضمن قيود الفهم والتفاهم المنطقية والعملية التى يحددها – في واقع الأمر – المستمعون Audiences ومنها على سبيل المثال: استخدام محفزات الحديث بما يثير اهتمامهم تغيير نبرة الصوت من وقت لآخر بما يعكس دلالة ومعنى الكلمات المنطوقة تنويع أساليب العرض والأدوات المستخدمة، توجيه نظرات العين إلى المستمعين باعتدال وبأسلوب علمي مدروس استخدام العبارات الإنتقالية التى تمهد للمستمع أن المتحدث على وشك الانتقال من نقطة إلى أخرى، وأن لا يفرط في استخدام نفس إشارات اليد أو الجسد أو ( اللازمة اللفظية أو الجسدية ) وأن يحسب حسب تحركاته وعباراته وحتى لمحاته. إن كل هذه الأساليب أو الإرشادات تساعد المتحدث على أن يبقى دائما في دائرة انتباه المستمع وتجعله باستمرار بعيدا عن مصيدة الحديث بلا تأثير ) 2- أعرف جمهور مستمعيك وهذه هي القاعدة الذهبية الثانية التي كثيرا ما يخفق في تطبيقها العديد ممن يتطلب عملهم التحدث إلى الملأ فيأتي حديثهم بعيدا عن اهتمامات المستمع ولا يدخل ضمن إدارة أولوياته ولا يتناسب مع اهتمامه المستمع ولا يدخل ضمن إطار أولوياته ولا يتناسب مع اهتماماته فكثيرا ما تنتاب المستمعين حالات من التثاؤب والملل أو الانشغال نتيجة إغفال المتحدث لاهتمامات المستمعين أو لفشله في التعرف على أولوياتهم فنجاح المقدم مرتبط تماما بفهمه لاحتياجات مستمعيه وقد ترى هذه الظاهرة في قاعات الجامعات أو المساجد أو قاعات مجلس الشعب أو حتى في اجتماعات مجالس إدارة الشركات عندما يأتي الحديث بعيدا عن مستوى وعي وإدراك المستمع أو موجها بإتجاه مختلف عن اتجاهات واهتمامات المستمعين، تماما كمن يصرخ في وجه مجموعة من المبدعين أو المتأملين ليدعوهم إلى الإبداع أو كمن يعزف مقطوعة موسيقية رومانسية ناعسة ليبث الحماس في صفوف المقاتلين. إن القاعدة الذهبية الأولى ( إحذر أن تكون مملا والقاعدة الذهبية الثانية ) تعرف على جمهور مستمعيك ) تمثلان أكثر من نصف أسباب النجاح أو الفشل والانتباه إلى تطبيق هاتين القاعدتين يوفر إطارا مأمونا للتحدث إلى الآخرين والتأثير فيهم، وغيابهما يخرج المتحدث من دائرة التأثير ويبقيه في دائرة على وعلى أعدائي بأن يجهز على المستمعين ويبقى السامعين في دائرة المعذبون في القاعة ) أو المجلس أو الاجتماع، وينتهي اللقاء وكلا الطرفين قد أعياه جهد الصراخ أو البيان أو الاستماع. 3- تنويع أدوات التقديم: يتجه التطور في تكنولوجيا التحدث والتقديم إلى ( تحرير طاقات المتحدث ) من المكان ومن أداة التقديم ومن منصة التقديم كذلك. فلقد تطور المؤشر Pointer من مؤشر خشبي إلى مؤشر معدني ثم إلى مؤشر بالليزر بما يمكن المقدم من التحدث عن بعد، وأستبدل الميكروفون السلكي بالميكروفون اللاسلكي الذي استبدل هو أيضا بالميكروفون المشبك Clip Micropone الذي يحرر أيدي المتحدث ولا يشغله عما يقدمه وكذلك الأمر بالنسبة لتكنولوجيا التقديم بكافة صورها بدءا بالأقراص المدمجة CD أو الفيديو DVD أو أجهزة الفيديو بروجكتور أو العرض المباشر من أجهزة الحاسب الآلي أو من شبكات الإنترنت بكل إمكانياتها في السرعة والتشويق وجذب الإنتباه. إن تكنولوجيا التقديم تتعامل مع ( إحساس المستمع بالزمن ) بأن تقدم إليه وحدات فكرية بالصوت والصورة والحركة لتبقيه دائما منجذبا باتجاه ما يقدم وتتعامل أيضا مع إحساس المقدم بالحاجة إلى التسلسل المنطقي ) من ناحية وشحذ الطاقات الإيجابية الإبداعية لدى المستمع من ناحية أخرى. لذا فنحن أمام ثورة تكنولوجية حقيقية لأساليب وتكنولوجيا التقديم والعرض يجب الأخذ بها فورا واستثمارها لتدعيم الاتفاق بين أطراف الحوارات القومية. وعلى هذا فإن الإصرار على تقديم أو الردود على الاستجوابات أو عرض تقارير اللجان المتخصصة باستخدام وسيلة عرض واحدة وهي ( قرأ ) يفقد المقدم جزءا رئيسيا من قدرته على التأثير ويفقد المستمع الحماس للمتابعة فالقراءة هي اتصال من جانب واحد واستخدام محدود لمحفزات الإنتباه لدى المستمعين فالمستمع يستخدم فقط السمع كوسيلة للتواصل مع المقدم وهي أدني درجات التأثير وخصوصا أن ما يبقى لدى المستمع مما يسمع بعد مرور ساعات قليلة لا يتجاوز 15- 25 % مما استمع إليه، وهو ما يطلق عليه متوسط احتجاز المعرفة أو المعلومة Retention Average في حين أن استخدام الصورة ( البصر ) قد يرفع من نسبة الاستيعاب لدى المستمعين إلى أكثر من 55% كما أن إشراكهم بالنقاش والحوار قد يصل بهذه النسبة إلى 75% ولا سيما إذا أدركنا أن الحد الأقصى لاستيعاب المستمع وتحويله إلى منصت Listener يتراوح بين 10 – 13 دقيقة في المرة الواحدة بعدها يحتاج العقل البشري إلى نافذة استرخاء وتهوية ومناورات ذهنية تعيد إليه نشاطه وحيويته أو ما يطلق عليه جاذبات الانتباه. لذا فالتنويع في أدوات التقديم والعرض وخصوصا عندما لا تصبح الكلمة هي الوسيلة المناسبة لعرض الإنجازات أو البيانات فقد تكون ( الصورة أفضل ألف مرة من الكلمة ) للتعبير عن الإنجاز أو المأساة.تلك هي القواعد الذهبية الثلاث الرئيسية للتحدث أو التقديم، وتلك هي أيضا نقطة انطلاق ضرورية للتغيير والتحول حان وقتها لتقرير المسافات بين من يقدم فكرا، بيانا إنجازا أو تقريرا وبين من يستمع إليه، فالاستخدام الرشيد للاداة يزيد من إمكانيات الاتفاق ويقلل من فرص الاختلاف وأيضا من الصياح والصراخ عند الاختلاف أو التثاؤب والانسحاب عند فقد الاهتمام. لذا فقد يكون من المناسب الآن أن نعمل على تحقيق ما يلي: 1- توفير قاعات عرض وتقديم مخصصة لتقديم البيانات أو المشاريع القومية، أو إنجازات السادة المسئولين بمختلف مواقعهم. وذلك إما بتطوير القاعات الحالية أو إنشاء قاعات عصرية حديثة مجهزة على أرقى مستوى بتكنولوجيا التقديم المعاصرة ومتصلة بشبكات الإنترنت. 2- إعادة النظر في تصميم قاعات كل من مجلس الشعب، مجلس الشورى مجلس الوزراء وقاعات الحزب الوطني المصري بما يحولها أو يطورها أو يجعل منها نموذجا لأماكن عرض وتقديم المسئولين. إن الحرص على الاحتفاظ بها كقيمة جمالية ( أثرية ) يجب ألا يمنعنا من تطويرها باتجاه المستقبل أو استبدالها أو الإضافة إليها. فحرصنا على تاريخنا يجب أن يتسق مع حرصنا على بناء مستقبلنا القريب الذي هو تاريخ أمتنا في المستقبل. 4- التدريب على مهارات التحدث على الملأ وفنون التأثير بالكلمات والقدرة على إدارة التكنولوجيا التقديم والعرض، حيث لم يعد مقبولا الآن ونحن في وسط هذا الزحم المتواصل من تكنولوجيا العرض المبهرة أن تبقى العلاقة بين من يقدم ومن يستمع هي مجرد كلمات عابرة تنتابها الحرارة والسخونة أحيانا فتدخل في منطقة الاهتمام أو تنتابها البرودة فتصاب بالقشعريرة ويصاب حلق المتحدث بالجفاف ويلحق بآذان المستمعين الصمم المؤقت ويداعب عيونهم النعاس وتظل العلاقة الثنائية بينهما قوامها كاتب مصري قديم وقارئ مصري حديث.
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: