رغم ما يسمعه اللبنانيون عن تعقيدات وشروط ومطالب تكاد تكون مستحيلة للأحزاب والكتل النيابية والتجمعات السياسية والطائفية المتهالكة لدخول جنة الحكم والحكومة، فان لسان حالهم يهلل لعودة هذه الظاهرة الديموقراطية مهما شابها من ثغرات.اشتاق اللبنانيون فعلاً إلى لعبة الديموقراطية، كما اشتاقوا إلى الاستقرار والأمن ومظاهر العافية التي بدأت تعود تدريجاً مع موسم اصطياف يعد بتدفق مئات الاف السياح الى لبنان، وبعودة مئات الاف المنتشرين اللبنانيين إلى وطنهم. وكلما تقدمت مظاهر العافية في لبنان، تكبر المسؤولية على المسؤولين والزعماء والقيادات السياسية الذين لم يعد مسموحاً لهم أن يتلطّوا بمزيد من تضييع الوقت لاقتناص المزيد من المكاسب.فاللعبة الديموقراطية شيء، والتحايل على الناس شيء آخر. والبلاد في اشد الحاجة إلى تأليف الحكومة في أسرع وقت للنهوض بأعباء المواطنين ومعالجة الأزمات الكبيرة التي تعود أسبابها الأساسية إلى أداء السياسيين وأنانياتهم. وإذا كان اللبنانيون فرحين الان بعودة مظاهر العافية، فهذا لا يعني أنهم لا يلاحظون التفشي الكبير لأمراض السياسة اللبنانية مع ما يسمعونه كل يوم عن مطالب وشروط ومحاصصات يظهر معها سياسيون كأنهم ليسوا مسؤولين عن بلد مرّ بأزمة كادت أن تأكل الأخضر واليابس. الناس يسمعون عن زعماء يريدون توزير أقاربهم وأصهارهم وأشقائهم. وآخرون يريدون حقائب وزارية محددة كأنها في عداد أملاكهم الشخصية أو الحزبية. وفئة تريد توزير مرشحين مقبلين على الانتخابات النيابية، لكي تكون المقاعد الوزارية وسيلتهم لرشوة الناس من الان، وكأن الخدمة العامة هي منّة أو فضل من الوزير على الناس.إن أسرع سبيل ممكن لوقف هذه المهزلة هو التعجيل في تأليف حكومة تضم أفضل ما لدى الزعماء والأحزاب من قدرات ونخب، وليس أقرب الناس إليهم في محيطهم الخاص. ينتظر اللبنانيون بعد كل الأزمات والحوادث، الأخيرة منها وما قبلها، وبعد كل الحروب، القليل من الحياء السياسي الذي ينقذ وطناً، بل يرسم معالم جديدة لمستقبل وطن ما زلنا نطمح إليه.
نايلة تويني nayla.tueni@annahar.com.lb
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
0 comments:
إرسال تعليق