sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

حتى لا تصيروا الاداة

الثلاثاء، ٦ مايو ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us
أحدثت الأزمة السياسية الحالية في لبنان هوة سحيقة ما بين طبقة المسؤولين السياسيين والناس، لم تكن يوماً بهذا الحجم البالغ من الخطورة. هكذا يحل الأول من أيار، عيد العمال، فتعود معه إلى الواجهة أزمات الناس، ويذرف السياسيون في الذكرى دموع التماسيح على قضايا المواطنين المهملين والمهمشين، ثم يعودون في اليوم التالي إلى ألاعيبهم المفضلة والعزف على وتر الأزمة بما يضمن تضخيمها وتعميقها أكثر فأكثر. لا داعي لعرض أزمات الناس ومآسيهم ومعاناتهم اليومية، التي تجعل اللبنانيين يقتربون من شعوب أكثر دول العالم الثالث فقراً. ولكن يفترض أن تشكل الذكرى محطة تأمل للناس في أحوال السياسة والسياسيين في لبنان. فقد مرت سنة وسبعة أشهر على هذه الأزمة، لم يسمع الناس خلالها سياسياً ينطق باسمهم ويحكي عن معاناتهم، واذا تحدث فكأنه ليس مسؤولاً عن الحل في الموقع الذي يشغله، فيما سياساته، وسياسات حلفائه، والسياسات التي يجر إليها خصومه، هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن الأزمة المعيشية والمعاناة الاجتماعية المتمادية. الناس أمام سياسيينا أرقام لصناديق اقتراع، وأكف للتصفيق، واحجام للأصطفاف في المهرجانات وتحركات الشارع وراءهم. منذ زمن، لم يدع إلى تظاهرة في موسم التظاهرات من اجل قضايا تهم الناس، بل صدرت القرارات، واعتمدت السياسات، ونظمت التظاهرات، لتجييش الناس واستخدامهم كمواد للصراع السياسي. آن الأوان للبنانيين أن يعوا الحقيقة ويتصرفوا بوحيها، فالمبدأ السياسي شيء، وقضايا اللبنانيين شيء أخر، وإذا كان السياسيون في لبنان قد اثبتوا فشلهم الذريع في صنع حاضر آمن، ومستقبل مزدهر لمواطنيهم، فلا ندري ما هو السبب الذي يجعلهم يعجزون ايضاً عن الاتفاق على حد أدنى من الالتفات إلى قضايا الناس، ليمرروا الحقبة الصعبة والظروف الخانقة من دون إذلال للناس، فلا يموت مريض لعجزه عن دخول المستشفى، ولا يفتقر مئات الالوف إلى فرص العمل، ولا يتحول الراتب مجرد إكرامية تكفي معيل العائلة لأيام فقط. والأدهى من ذلك أن يذهب العمال والفقراء بجريرة السياسة فيتحول مثلاً إضراب السابع من أيار عن هدفه الحقيقي الذي يفترض أن يكون صرخة ضد الطبقة السياسية برمتها، ويصبح أداة تسييس، يتسلل عبرها سياسيون من هنا وهناك، لجعل هذا الإضراب محطة إضطراب إضافية في مسلسل الأزمة المتفاقمة.فحذار ألف مرة أن يتحول الضحايا أدوات تطيل المعاناة بدل أن يكونوا صرخة في وجه الظالمين!.
نايلة تويني nayla.tueni@annahar.com.lb
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: