sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

الانتحـــــــــــــــار السريع

الاثنين، ١٢ مايو ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us

الطريق الأسرع إلى الانتحار يبدو أن المخاوف التي شعر بها اللبنانيون منذ بدء هذه الأزمة، وصلت إلى أخطر مراحلها إذ أن ما جرى أمس لا علاقة له، من قريب أو بعيد، بالمبادئ والقيم التي قام عليها لبنان. المشهد في شوارع بيروت "الغربية" حيث جرت حرب شوارع حقيقية بخلفية مذهبية سافرة، أمر لم نتوقع أن نشهده، أو ربما لم نرد ذلك، ولم يظن أحد أن الجرثومة المذهبية ستفتك هكذا بالجسم اللبناني. انه مشهد أخطر من خطوط التماس الطائفية التي شطرت بيروت اثنين، أكثر من 15 عاماً، لأنه يهدد بتفتيت لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وينذر بالانهيار الكبير لكل الحدود التي سعى الساعون إلى تجنبها منذ نشوب الأزمة. أمام هذا الانهيار الخطير يتساءل اللبنانيون: هل فقدت القوى السياسية الشعور الأدنى بالمسؤولية تجاه الناس وتجاه أمن اللبنانيين؟ فلم تعد قادرة على التحلي، ولو بالحد الأدنى، بحس المسؤولية؟ وهل تمسك هذه القوى مجدداً بهامش صغير من القدرة على التحكم بالأمور أمام خطر الانزلاق السريع نحو الانفجار الكبير؟ وأي شيء يستأهل هذا الجنون الذي يكاد يشعل فتنة مذهبية لن ينجو أحد من نارها في حال اندلاعها؟ وإذ تأتي هذه الأحداث الخطيرة غداة السادس من أيار، ذكرى شهداء الصحافة، وشهداء لبنان، يتساءل اللبنانيون عن مدى احترام القادة السياسيين لدماء الشهداء، كل الشهداء، الذين سقطوا في لبنان في كل مراحل أزماته، وخصوصاً في موسم الاغتيالات الأخيرة. وماذا تبقى من أخلاق وقيم في ما سمعه اللبنانيون وشاهدوه في الأيام الأخيرة من تدنيس لذكرى الشهداء، ومحاولات دنيئة وضحلة لتصغير حجم الشهادة عبر بث شائعات كاذبة ومزورة لا هدف لها سوى الزج بدماء الشهداء في مصالح سياسية وضيعة؟ وما لم يتوقعه اللبنانيون هو الصفحات السود التي يحاول البعض إعادتها من الذاكرة، بعزل لبنان عن العالم، وتحويل مطاره ساحة اعتصام جديدة، لتصفية حسابات سياسية من دون الالتفات إلى الخطورة القصوى التي تجسدها هذه الخطوة التصعيدية في نظرة العالم إلى لبنان.هكذا يبدو لبنان وكأنه يعود عشرات السنين إلى الوراء، فأي بلد في العالم يتخذ مطاره رهينة لصراعات سياسية كما يجري عندنا اليوم؟ وهل المطار ملك حزب أو فئة أو طائفة أو جهة سياسية؟ ومن يتحمل مسؤولية إعادة لبنان إلى هذا العصر المظلم الذي بدأت فصوله أمس، سواء في بعض أحياء بيروت أو في مطارها، والى متى يسكت اللبنانيون عن دفعهم مرة جديدة إلى الانتحار؟
نايلة تويني
nayla.tueni@annahar.com.lb
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: