sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

الوردة الذهبية

الثلاثاء، ٦ مايو ٢٠٠٨

Share this history on :

Image Hosted by ImageShack.us
قول الكاتب الروسي‏(‏ ك‏.‏ بوستوفسكي‏1892‏ ـ‏1966):‏ في كتابه الوردة الذهبية‏,‏ إن مايجري مع الكتب‏,‏ أشبه بما يجري مع أشجار الليمون‏,‏ تلك التي لانشم فيها رائحتها إلا من مسافة بعيدة‏,‏ كما لو كانت الشجرة محاطة بسياج من رائحتها‏,‏ وهو ليس يعرف السبب الذي تقصده الطبيعة من هذا‏,‏ ولكن لايسعه إلا التفكير في أن الأدب الجدير بالصيت الحسن‏,‏ يشبه أزهار الليمون‏,‏ يحتاج إلي مسافات بعيدة‏,‏ وإلي وقت طويل لكي يحظي بالتقريظ‏,‏ ولكي تقدر قوته الحقيقية‏,‏ ودرجة كماله ورسالته‏.‏وهو يقول إن‏:‏ لكل دقيقة‏,‏ وكل كلمة‏,‏ وكل نظرة عابرة‏,‏ وكل فكرة‏,‏ عميقة أو تافهة‏.‏ وكل نبضة من نبضات القلب البشري الخفية‏...‏ وبالمثل كل الزغب المتساقط من أشجار الحور‏,‏ وضوء النجوم المتلأليء‏,‏ منعكس علي صفحة الغدير ـ كل هذه ذرات من تراب الذهب‏,‏ ونحن‏,‏ معشر الكتاب‏,‏ نجمع بمضي السنين‏,‏ وعن غير قصد‏,‏ الملايين من هذه الذرات الدقيقة ونحتفظ بها إلي أن نشكل منها وردتنا الذهبية الخاصة ـ سواء كانت قصة أو رواية أو قصيدة ـ ومن هذه الذخائر الثمينة يولد تيار الأدب‏..‏؟‏.‏وهو يري أنه لابد لهذه الكتابة من أن تلعب‏,‏ دورها في أن تؤكد للأذهان أن الجمال‏,‏ والسعي وراء السعادة‏,‏ والفرح والحرية‏,‏ والكرم والمنطق‏,‏ كل هذه تبدد الظلمات‏,‏ وتشرق بنا الشمس الدائمة‏.‏وهو يحكي ـ في الكتاب نفسه ـ كيف أنه زار لآخر مرة‏,‏ منزل الكبير‏(‏ أنطوان بافلوفتش تشيخوف‏1860‏ ـ‏1904,(‏ في بلدة يالتا‏),‏ وكان ذلك في عام‏1949,‏ أي بعد نحو نصف قرن من رحيله‏,‏ وكيف أنه جلس في شرفة المنزل مع‏(‏ ماريا بافلوفنا‏)‏ شقيقة تشيخوف والمعروفة باسم ماشا‏.‏ وكانت الازهار البيضاء ذات الأريج العبق تحجب يالتا والبحر عن الأنظار‏,‏ وأن ماريا أخبرته بأن تشيخوف كان قد زرع هذه الازهار بنفسه‏,‏ وهي تذكر أنه كان يطلق عليها اسماء خيالية‏,‏ غير أنها لم تعد تتذكر هذه الاسماء الآن‏,‏ ولقد تحدثت عن أخيها بطريقة خاصة‏,‏ وكأنه مازال علي قيد الحياة وغائبا عن المنزل لفترة قصيرة‏,‏ وسيعود‏.‏ويقول بوستوفسكي إنه قطف إحدي زهرات الكاميليا‏,‏ من حديقة تشيخوف وأعطاها لفتاة شابة كانت برفقته‏,‏ ولكن هذه الطفلة عديمة التفكير رمت الزهرة في مجري ماء جبلي من فوق جسر كانا يجتازانه‏,‏ فحملتها المياه إلي البحر‏..‏ ويضيف أنه كان لابد له من ان يوبخها علي ذلك التصرف‏,‏ لولا أنه شعر في ذلك اليوم بأن ماكتبه تشيخوف بعطره الإنساني العظيم‏,‏ حاضر‏,‏ يعبق المكان‏,‏ بل ان تشيخوف بنفسه قد يحضر بينهم في أي لحظة‏,‏ ويسوؤه ان أزجر فتاة صغيرة حية ذات عينين خضراوين‏,‏ علي شيء تافه‏,‏ كإلقاء زهرة كاميليا‏,‏ قطفت من حديقته‏,‏ في الماء‏,‏ فامتنعت‏,
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: