sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

خيرى رمضان ،،،،،،،وحق الخطيب

الخميس، ٢٤ أبريل ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us

Image Hosted by ImageShack.us




يمثل محمود الخطيب نجم الأهلي ومنتخب مصر، لي ولأبناء جيلي، معني وقيمة ورمزاً ستبقي في وجداننا ما حيينا، لأنه لم يكن لاعب كرة قدم فقط، فهو فنان، خلوق، مهذب، لم يخطئ يوما في حق أحد، لم نشاهده مطرودا أو مشوحا بيديه في أي مباراة لعبها.

الخطيب كان يمثل لجيلنا ما يمثله عبدالحليم حافظ في الغناء، ورشدي أباظة في التمثيل، ويوسف إدريس في القصة القصيرة.. هو واحد من صناع الموضة والأخلاق في الشارع المصري من منتصف السبعينيات وحتي بعد منتصف الثمانينيات، حيث اعتزل الخطيب في مظاهرة للحب، جعلتنا نشعر باليتم، لأننا لن نري الخطيب في ملاعب كرة القدم مرة أخري.

في كل قرية مصرية، في كل فريق من الصبيان والشباب يلعبون في الحواري والأزقة يوجد خطيب، و«يا بخته يا هناه» من يحمل هذا الاسم لموهبته الكروية، فهو نجم القرية، يلقي احترام الرجال وأحلام البنات.

خرج الخطيب من الملعب الأخضر، ولكنه لم يخرج من القلوب، ومن دائرة الضوء التي تحط عليه أينما وجد، علي الرغم من خجله وهروبه الدائم من الكاميرات والأضواء.

في الأسابيع الأخيرة، تعرض الخطيب لواحدة من جرائم الإعلام المصري المتكررة في السنوات الأخيرة، خبر صغير في صحيفة صغيرة يقول إن الخطيب حصل علي إجازة لمدة عام من عمله كمدير لإدارة التسويق الرياضي بمؤسسة الأهرام،

بعد أن استدعاه الأستاذ مرسي عطاالله، رئيس مجلس الإدارة، ووجه له اللوم وعنفه، لأنه أجري مكالمات دولية من هاتفه بالأهرام قيمتها ٢٠٠ ألف جنيه، أنفقها في حوارات مع عصام الحضري وأحمد حسن.. نعم المبلغ ٢٠٠ ألف جنيه في مكالمات مع لاعبين فقط..

بعيدا عن أنه غير مسؤول عن ذلك، وكالعادة أصبحت الكذبة حقيقة، الخبر انتقل من صحيفة إلي أخري، مع إضافة بهارات جديدة، ومن أخبار إلي مقالات، ومن صحف إلي مواقع علي النت.

هكذا فجأة، أصبح الخطيب متهما بإهدار المال العام واستغلال وظيفته، لم يفكر صحفي واحد في الاتصال بالأستاذ مرسي عطاالله أو الكابتن محمود الخطيب ليسأله عن صحة الخبر، ولو فعل أحدهم لاكتشف الحقيقة المضحكة في كل الحكاية: الخطيب ليس لديه تليفون دولي في مكتبه بالأهرام، ولاكتشف أن العلاقة بين الأستاذ مرسي عطاالله والخطيب طيبة ولم يحدث بينهما هذا اللقاء المزعوم.

الخطيب، الذي قضي ٢٠ عاما في الأهرام وجلب لها أكثر من ١٠٠ مليون جنيه في السنوات الخمس الأخيرة فقط، لم يحصل طوال العشرين عاما علي مليون جنيه، وأن راتبه الشهري لم يصل، حتي حصوله علي إجازة سنوية مشروعة، إلي ألفي جنيه.

الخطيب سعي إلي الإجازة، وسبقها بتقديم استقالته مرتين في أعوام سابقة لظروف خاصة به، ولكن حبه لـ«الأهرام» كان يدفعه إلي التراجع عن الاستقالة.

اليوم، الخطيب أراد ألا يخدع أحداً، اختار أن يتفرغ عاما لتقديم برنامج تليفزيوني يوفر له دخلا مناسبا من أجل تأمين مستقبل بناته، فهو ليس مثل لاعبي اليوم الذين يتقاضون الملايين، دون أن يتركوا في وجداننا أو في تاريخنا الكروي أي أثر.

للخطيب حق علينا، فهو أحد رموزنا التي يجب الحفاظ عليها، فليس من مصلحة أي وطن أن يهدم رموزه.. وللخطيب حق الاعتذار من الصحافة التي أساءت إليه. سألت الخطيب: لماذا لا ترد علي هذه الشائعات؟ فقال لي إنه لا يحب الإساءة إلي أحد من الصحفيين، ويؤمن بأن الرد بالحقيقة يعني مزيداً من الشائعات، فيما هو متأكد من أن الناس تعرف جيداً الكذب من الصدق، وأن الأيام وحدها كفيلة بإعادة حقه إليه.

هذا هو الخطيب كما عرفناه دوما، وهو نموذج لوجوه عديدة يغتالها الإعلام، ولا يجد من يقول له «عيب»، ولا يجد نقابة تعيد للناس حقوقها من الصحفيين، فالنقابة مشغولة بأشياء كثيرة، ليس من بينها حماية المهنة، أو حماية الناس من بطش بعض الصحفيين!
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: