sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

مشجعى الردح الفضائى والتهويل

الأحد، ١٣ أبريل ٢٠٠٨

Share this history on :
لم يكن يوم الأحد 6 نيسان (ابريل) يوما عاديا في تاريخ الشعب المصري، فقد شهد هذا اليوم اضرابا عن العمل، بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار، الناتج عن السياسات غير الرشيدة لأهل الحكم، والذين يعدون الخالق الناطق بريمر، الذي تولي حكم الشعب العراقي دون سابق معرفة به!أهل الحكم خططوا لافشال الاضراب، وكانت البداية ببيان غاضب لوزارة الداخلية، يحذر المصريين بالويل والثبور، وعظائم الأمور، ان هم استجابوا لهذه الدعوة، وقد أذاع التلفزيون المصري البيان التحذيري مئات المرات، مما مثل دعاية منقطعة النظير للدعوة للاضراب، فمن لم يذهب الي عمله مضربا، لم يذهب اليه خائفا من انفلات الموقف!منذ صباح يوم الاضراب، وتلفزيون الريادة الاعلامية، يسعي للتأكيد علي ان الأمور تجري بشكل طبيعي، فالمصريون لا يمكن أبدا ان يوافقوا علي دعوة القلة الحاقدة والمندسة، للاضراب، والتي تنفذ أجندة خارجية تهدف الي زعزعة الاستقرار.. فعلي مر التاريخ العربي فان من يشقون عصا الطاعة للحكام، هم قلة، حاقدة، ومندسة، وتعمل لصالح الخارج، وكأن هذه الأنظمة تقف في مواجهة الخارج علي خط النار!برنامج (صباح الخير يا مصر) سعي لاضفاء جو من الهدوء الشكلي، لايصال رسالة لمن يهمه الأمر، بأن الأمور تسير بشكل طبيعي، وظهرت مذيعة تلبس فوق الركبة، وترتدي بلوزة مشجرة، فنحن في فصل الربيع. وكانت هناك ضيفة لم أتبين ملامحها، والحديث رغي نسائي معتبر، حول غلاء الأسعار، وجري التعامل مع ذلك كما لو كان مرده الي جشع التجار، وليس الي سوء السياسات. وتم استدعاء ما حدث في عهد الرئيس السادات من مقاطعة للحوم فانخفض سعرها.فات المذيعة (الشملولة) وضيفتها ان ما جري في عهد الرئيس السابق كان في مواجهة سلعة واحدة، أما الان، فان المقاطعة تستدعي مقاطعة عموم السلع بما فيها رغيف الخبز، والمستهدف بالتالي ان يموت الناس من الجوع، هذا فضلا عن أنني لا أستطيع الوقوف علي البواعث الحقيقية لقرار السادات، فالحاصل ان سعر كيلو اللحوم قد زاد بمقدار عشرين قرشا، بعد انتهاء المقاطعة، وكنت صغيرا وقتها، وما زلت أتذكر ذلك.. علي الأقل كنت اصغر من المذيعة وضيفتها!لقد زايدت المذيعة علي الضيفة مشيرة الي ان بعض السلع لا يمكن مقاطعتها، لكن الضيفة قالت بضرورة مقاطعة كل السلع التي ارتفع سعرها تأديبا للتجار الجشعين. ومهما يكن الأمر فقد كان يراد تلفزيونيا ان يشار الي ان الأزمة ترجع الي مشكلة بعض التجار، مع جمهور المستهلكين، فهي مشكلة شعب مع نفسه.. مسكينة الحكومة المصرية!ذات البرنامج استضاف هاتفيا مؤسس جمعية حماية المستهلك، والذي أسهب في الحديث عن دور الجمعية، الذي هو دور تنويري في الأساس، ثم تطرق الحديث الي دعوة المواطن المصري الي الامتناع عن شراء السلع مرتفعة الثمن.لو اطلعت عليهم، لقلت ان هناك شيئا ما في اعلي الرأس قد توقف!الاخوان أُس المصائبلم تصب الغيبوبة برنامج (صباح الخير يا مصر) فقط، وهو الذي يذاع علي القناة الأولي، وتشاركها الأحزان الفضائية المصرية، فقد انتقلت الي قناة النيل للأخبار، لاكتشف ان الحال من بعضه، فقد كان ضيف معتبر هناك، يتحدث عن جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة)، التي تدعو المسلمين الي عدم العمل، مع ان هذا يتناقض مع الدعوة القرآنية (قل اعملوا..).. انظر الي الخطأ والخطل!ودار الحديث حول هذه الجماعة المحظورة، التي تخالف القرآن الكريم. مع أننا لو استبعدنا هذا الفهم المشوش، لوقفنا علي ان الاخوان لم يشاركوا بجدية في الاضراب، فقد أصدروا بيانا، أكدوا فيه علي ان الاضراب حق مشروع قانونا، وكأن الجماهير كانت تقف علي أطراف أصابعها، في انتظار معرفة الموقف القانوني من الاضراب، وكأن مكتب الارشاد هو الذي يملك القول الفصل في هذه القضية، باعتباره بيت خبرة قانونية علي سن ورمح!وبعد التأكيد علي الحق القانوني في الاضراب، تركت الجماعة حرية المشاركة لأعضائها بشكل فردي، والمعني ان الجماعة العملاقة أمسكت العصا من المنتصف، لتذكرنا بموقفها الرشيد من الانتخابات الرئاسية، فقد دعوا أتباعهم الي المشاركة، وكل فرد يختار من يريد، فهم لا يستطيعون ان يقولوا بالفم الملآن اننا نرفض انتخاب الرئيس مبارك، وعندما تعلم ان الجماعة تقر مبدأ السمع والطاعة، سوف تقف علي ان مثل هذه الحرية الممنوحة للأعضاء لا قيمة لها، ومن يقرأ نتيجة الانتخابات سوف يقف علي ان الاخوان شاركوا، ليتدربوا علي انتخابات البرلمان القادمة، فأبطلوا أصواتهم، فقد تجاوز عدد الأصوات الباطلة المئة ألف صوت!المنافسةمنذ البداية بدت قناة الجزيرة خارج المنافسة، وألتمس للقوم فيها العذر، فالتهديدات كانت حادة وحاسمة ولا تخطئ العين دلالتها، فالحكومة قررت ان الدعوة الي الاضراب فشلت، واذا حدث ونجحت فلا بد من افشالها تلفزيونيا، ألم ينتصر الأمريكان تلفزيونيا في أفغانستان؟! وكانت الاشارة الدالة علي هذا الانتصار، هي بث صور عبر التلفزيون لأفغان يعلقون في بيوتهم صور نجمات السينما، وألم يحسم الأمريكان الأمر في العراق بمشهد الاطاحة بتمثال الرئيس صدام حسين، وقد تبين بعد هذا، انهم لم ينتصروا لا هنا، ولا هناك؟تبث فضائية الـ بي بي سي العربية في الثانية عشر ظهرا، وينتهي ارسالها في الثانية عشر مساء بتوقيت القاهرة.. اخصم ساعتين لتقف علي توقيت غرينتش، وأضف ساعة لتقف علي توقيت مكة المكرمة، وقبل موعد البث، وعقب موعد الانتهاء، تحتل اذاعة الـ بي بي سي موجة البث، وقد استمعت لصوت عصام العريان يتحدث عن ان الاخوان تركوا الأمر للأعضاء من خلال التأكيد علي الحق في الاضراب.مشكلة هؤلاء الاخوان، أنهم يخافون علي التنظيم أكثر من اللازم، وخوفهم هذا لا يمنع من توجيه الضربات المتتالية له، فكانوا بذلك كمن خاف من الموت، حتي مات من الخوف.ما علينا، فقد بثت القناة الوليدة ارسالها في الموعد المعتاد، ومنذ الوهلة الأولي أثبتت انها القناة الأولي في تغطية الاضراب، وقد كان يوم الأحد 6 نيسان (ابريل) هو يوم البث الحقيقي لها، الذي يحق لها ان تحتفل فيه بالبث سنويا، مع ان امكانيات مكتب الجزيرة بالقاهرة، بالمقارنة بمكتبها، شبيهه بمقر قناة الجزيرة، ومقر التلفزيون المصري الرائد، وتذكرون انه عندما زار الرئيس مبارك مكتب الجزيرة، فوجئ بمكتبها الذي وصفه بعلبة الكبريت، ومع هذا يخرج منه كل هذا، ونظر الي وزير اعلامه الذي عجز عن المنافسة، علي الرغم من الامكانيات المهولة المتوفرة له، وعلي الرغم من انه يشغل موقعا استراتيجيا في القاهرة، ويبث ارساله من مبني عملاق، اسمه ماسبيرو!الريادة الحقيقيةمع خالص احترامي للجميع، فقد كانت تغطية فضائية الـ بي بي سي ، للاضراب، هي الأفضل، فهي التي نقلت ما جري في المحلة لحظة بلحظة!قديما قيل لجحا عد غنمك.. فقال: واحدة نائمة.. وواحدة قائمة، وهذا حال مكتب قناة الـ بي بي سي بالقاهرة، ومع هذا فقد تعاملوا علي ان الشاطرة تغزل ـ ولا مؤاخذة ـ برجل حمار!سافر عمرو عبد الحميد مدير مكتبها الي مدينة المحلة، وانتقلت دينا ابراهيم الي نقابة المحامين حيث وقفة حركة كفاية. عمرو عمل في السابق مديرا لمكتب الجزيرة في موسكو، وقدم من هناك رسائل تمثل انجازا مهما، ودينا قادمة من قناة النيل للأخبار، وشتان بين الجهتين، في القناة المصرية، تستقبل كاميراتها بترحاب باعتبارها ابنة الحكومة المصرية، وفي الثانية عليها ان تناضل حتي تخترق الحشود الأمنية، وقد نجحت في المهمة.وكان الثالث في كتيبة الـ بي بي سي هو معوض جودة، الذي يعمل في أكثر من اتجاه، فيتابع حركة الشارع، ويمد القناة بالأخبار، التي يحصل عليها من مصادرها. علمت بخبر اعتقال محمد عبد القدوس، وفي نفس اللحظة كان منشورا علي شريط الأخبار، وفي اللحظة الذي كان يتم القبض فيها علي مجدي احمد حسين، كان الخبر علي شاشة الـ بي بي سي ، وتردد خبر القبض علي صديقنا محمد الأشقر المناضل المثالي وقال البعض انها شائعة، ونشرت الـ بي بي سي الخبر، لنتأكد انه صحيح.. وهكذا.الأخبار التي كانت تروج لها أجهزة الاعلام الحكومية ان عمال المحلة باعوا القضية، واذا كانت الدعوة للاضراب جاءت في البداية للتضامن معهم، فان الحكومة تمكنت من السيطرة علي الموقف، واشترت العمال بالوعود!ربما لهذا السبب غابت الفضائيات عن المحلة في اليوم الأول، وربما استجابة للتهديدات الأمنية الحادة، لكن عمرو عبد الحميد سافر الي هناك، لتكون لقناته الريادة الحقيقية، والسبق الاعلامي، مع انها لا تزال وليدة، لكنها ولدت عملاقة.فلتحتفل الـ بي بي سي بيوم 6 نيسان (ابريل) باعتباره يوم البث الحقيقي لها.أرض ـ جواطل علينا تامر أمين من برنامج (البيت بيتك) عبر التلفزيون المصري وقال ان الاضراب قد فشل، وان المصريين لم يستجيبوا لهذا الدعوة.. الهدامة طبعا، وتم نشر صور قديمة لشوارع القاهرة وهي مزدحمة، والذي يؤكد أنها قديمة، ان الشوارع في هذا اليوم كانت مكتظة بقوات الأمن، وهو ما لم نعثر له علي جرة في صور التلفزيون.أداء برنامجي 90 دقيقة علي قناة المحور، والعاشرة مساء علي دريم، في حادث الاضراب يؤكد حجم الضغوط التي تعرضا لها.كاتيا ناصر التي تحولت الي نجمة بسبب تغطيتها الرائعة لوقائع الحرب الاسرائيلية علي لبنان، تتعرض لضغوط شديدة تهدف الي تطفيشها من الجزيرة. هل تعلمون أنها موظفة علي الدرجة العاشرة؟ عين وأصابت الجزيرة!اختفي وديع منصور صاحب الوجه الأسمر والصوت الموسيقي من علي الشاشة وظللت شهورا ابحث عنه، لأسعد بظهوره علي الـ بي بي سي .. مبروك لـ البي بي سي .نافست الحرة بقوة سواء في تغطية وقائع يوم الاضراب، او وقائع الانتخابات المحلية، وخرجت الجزيرة من المنافسة في اليوم الأول، ونافست في اليوم التالي، ومع هذا فان أقلاما حكومية هاجمت الجزيرة علي تغطيتها للاضراب، وطالبت باغلاق مكتبها، مع أنها تحدثت عن مثيري الشغب والبلطجية، شأن الاعلام الرسمي
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: