sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

اوتس روائية بنظرة غربية

الاثنين، ٧ فبراير ٢٠١١

Share this history on :
كل كاتب لديه أحيانا انهيار عصبي صغير منتصف الصباح, لكنه يواصل المضي قدما ...
ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي ...
جويس كارول اوتس, المولودة (1938) روائية أميركية تمثل ظاهرة فريدة في غزارة الانتاج والانتشار والفوز بالجوائز. نشأت في ضواحي نيويورك, وفازت بأول جائزة لها في مسابقة الرواية عندما كانت طالبة تتمتع بزمالة دراسية في جامعة سيراكيوز- وتخرجت من الجامعة بتفوق ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة ويسكنسون, وفي سنة 1968عملت مدرسة في جامعة ويندسور ثم انتقلت في 1978 إلى ولاية نيوجيرسي لتدريس الكتابة الابداعية في جامعة برنستون, وهي الآن أستاذة متمرسة للانسانيات.
كتبت جويس كارول أكثر الروايات جدية وإثارة للجدل في عصرنا وأبدعت في نقد الحلم الأمريكي وزيفه, وترى جويس أنَّ ميل الثقافة الحديثة الأساسي هو العداء للفرد الذي ينعكس في أفعالِ عنفٍ, وتشير إلى أنَّ رغبة الفرد في الاستقلال هي أهمّ مصادر الإخفاق الأخلاقي الذي يمثل العنف المفرط تعبيراً عنه وعقاباً له في آن معاً. فإنْ لم يتبيّن الفرد الحدود بين شخصه وشروط بيئته ويبقى ضمنها, فلسوف يتعرض للعنف والقتل لا محالة في مجتمع يعبد العنف, لاحقت حيوات النساء والرجال الموشكين على الانهيار وورد اسمها في لائحة المرشحين لجائزة نوبل للآداب مرارا, روايتها هم كانت عن التفرقة العنصرية في ديترويت الستينيات, وحصلت جويس في 1970 على جائزة الكتاب الوطنية عن روايتها لأنها مرارة قلبي عن قصة حب مراهقين من عرقين مختلفين, بينما حصلت روايتها ذائعة الصيت المياه السوداء على ترشيح لجائزة بوليتزر وهي رواية عن حادثة فضائحية لأحد أفراد عائلة كندي الذي مات إثر غرق سيارته في احدى البحيرات مع عشيقته, ثم كتابها الملحمي شقراء عن أيقونة أميركا مارلين مونرو الذي وصل الى القائمة النهائية لجائزة الكتاب الوطنية, وقد سحرت كتبها عددا كبيرا من القراء وتعد نفسها كاتبة جادة وتتحدث عن كتابها الساخر الموجه للشباب الفتاة القبيحة والفم الواسع كنوع من التغيير في سياق عملها الروائي الجاد, توفي زوجها في 2008 وفي 2009 تزوجت من جديد وهي في الثانية والسبعين, وهنا مختارات من حوارين أجريا معها:
* ما هي كتبك المفضلة في صباك?
- اليس في بلاد العجائب كان كتاب طفولتي المفضل, أما في فترة المراهقة فكنت أقرأ ما يدعونه أدب الكبار, وكنت معجبة جدا بهنري ثورو وإيميلي برونتي وأرنست هيمنغواي (في زمننا كانت قصص همنغواي تستهوي المراهقين), كما قرأت وليم فولكنر ودوستويفسكي. إضافة لروايات الشباب الرائجة, خاصة روايات شرلوك هولمز وكتب الرعب وعلى نحو أقل - كتب الخيال العلمي..
* غالبا ما كانت شخصيات رواياتك مخيفة تثير رعب القراء, أما اليوم فقد تغير شيء ما فيها فصرنا نجد أبطالا منعزلين عن أقرانهم ومتوحدين, كيف تختارين شخصياتك?
- قد تكون الحياة موجعة وقاسية في أحد وجوهها وهزلية ممتعة في وجهها الآخر, (خففيها قليلا يا جويس) قالها لي كاتب أميركي كبير ناصحا, فقررت - بعد نصيحته- أن أكون أكثر مرحا وفكاهة وأحاول كشف الجوانب المدهشة في الأشياء والبشر وعقدت العزم على ذلك التغيير في علاقاتي الاجتماعية أكثر منه في مساري الأدبي.
* ارتبط كثير من قرائك بأبطالك المراهقين والصبيان, كيف كان بوسعك التعبير عن خصوصية المراهقين والصبيان بهذه الدقة والتميز?
- إحدى الرسائل التي يقدمها كتابي الفم الواسع والفتاة القبيحة هي عما يمكن أن يقدمه الأصدقاء من عون كبير لبعضهم, علينا أن نتواصل مع الآخرين لنقدم لهم الدعم أو حتى مجرد المساندة العاطفية فنحن لا نعرفهم على نحو كاف, وعلينا احترام حياة الآخرين وتقديرها, بعض المراهقين المضطربين ربما هم القادرون أكثر من غيرهم - على التعبير عن مفهوم الصحبة والمشاركة العاطفية..
* ما هي مؤثرات عائلتك وبيئتك الأولى على أعمالك?
- أنا من المهتمين بالتاريخ الشخصي للبشر, وكان افتتاني بما يمثله جيل أبي وأمي وجيل اجدادي افتتانا كبيرا, لأنني موقنة أن تلك الأجيال كانت تمتلك المرونة والنزاهة والاستقامة التي نفتقدها -على نحو فاجع - في جيلنا وفي الأجيال اللاحقة, أميركا تتعايش مع شعورها بالإحباط وتوغل فيه, من هنا تجدني مسحورة بجيل أهلي- وربما بعيدا عن الاعتزاز الذي اكنّه لهم - لدي ذلك الفضول حول طريقة عيشهم واعجابي بأسلوب حياتهم البسيطة..
* متى صار اختيارك مسار الأدب حتمياً? وهل انتميت الى حلقة دراسية? أم قررت بذاتك أن تصبحي كاتبة?
- تنبهت الى موضوع الكتابة حين بدأت بقراءة وليم فوكنر, كنت أتمشى بين خزانات الكتب في مكتبة صغيرة, وأنا في الرابعة عشرة على ما أذكر وتناولت كتابا هو سيرة نقدية لفوكنر, كان اسم فوكنر قد مر بي بشكل غامض وساحر عندما فاز بجائزة نوبل للآداب, فتحت الكتاب وانغمرت في قراءته, ثم قرأت رواياته, وبدأت أقلده وأنا في الخامسة عشرة, وبعده فتنني همنغواي, وهو القطب النقيض لفولكنر, وبدأت مرحلة التمرين على الكتابة, ولكن دون أن أحدد ما سوف تكون عليه حياتي..
* متى بدأت عمليا بتقليد هؤلاء الكتاب وتابعت هذا المسار?
- كنت في المدرسة الثانوية, ووضعت لنفسي مشروع قراءة منهجية وبدأت أقلد الكتاب ولم أدرك حينها أنني أحاكي أساليبهم, لكني كنت واقعة تحت سحر فولكنر ومفتونة بهمنغواي, ثم اكتشفت يوجين اونيل, واعترف أنني كنت أصغر من أن أدرك مضامين معظم الكتب التي قرأتها آنذاك, إنما كنت مسحورة باللغة, مأخوذة بإيقاعاتها, وكنت أشعر بتناغم أصواتهم وإيقاع كلماتهم التي سحبتني إلى عوالمهم, كان الأمر أشبه بنشوة غامرة أصابتني بالدوار..
* أي الكتب ترك تأثيرا بارزا عليك في شبابك?
- كتاب والدن لديفيد هنري ثورو, كتاب مذهل عن الحياة في الغابات, لقد مس وتراً عميقاً في روحي, كان ثورو كاتبا ذا عقل حر مستقل وهو شخص متمرد يملك حسا عاليا بالفكاهة, يذكرني بوالدي, واعتقد أنني نشأت على تبني منظور ثورو المتمرد في نظرتي لأشياء كثيرة, لكنني عشت حياة لم يكن ثورو ليرتضي نمطها, كان يؤمن بالبساطة والبساطة ثم البساطة التي تجعل حياتك صافية شفافة وشديدة الوضوح, تأملية وبعيدة عن الاضطراب والفوضى, وعندما ترتبك حياتي وتميل أحيانا للتشوش, أتذكر ثورو وكتابه الرائع والدن عن حياة تتآخى مع الطبيعة وتهجر زيف المدن وقوانينها..
* متى خططت لتكوني كاتبة?
- لم أتخيل قط حياتي ككاتبة, قد يكون ذلك ممكنا مع الفن حين يحب الإنسان ما يقوم به: يعزف على البيانو لأنه يحب العزف, أو ينحت التماثيل لأنه يحب النحت أو يعمل صحبة الألوان, لكن أن يتحول الفعل يكتب إلى اسم كاتب أو كاتبة أعتقد أن ذلك يعتمد على الوعي الفائق بتقدير الذات, وهذا ما لا أمتلكه, أنا لا أميل إلى اعتبار نفسي كاتبة, ففي ذلك تعظيم مفرط للذات, عملي دائما هو التدريس, أنا مدرسة بالمعنى الحرفي للكلمة والتدريس فعالية مختلفة تماما, أما الكتابة فهي شيء نؤديه بدل أن نتحدث عن كوننا سنقوم به..
* هل واجهت أية نكسات كبيرة وأنت تهيئين نفسك ككاتبة?
- نكسات كبيرة? لدي نكسات صغيرة كل يوم من أيام حياتي, صديق كاتب يعمل معي في جامعة برنستون اسمه (جون ماكفي) يقول: كل كاتب لديه أحيانا انهيارعصبي صغير منتصف الصباح, لكنه لا يأبه ويواصل المضي قدما..
أفهم ما يعنيه بهذا ففي كل يوم جديد لي أحاول أن أدفع حجراً هائلا إلى أعلى الجبل وأرفعه لمسافة أبعد, لكنه يتراجع قليلا وأنا لا أكف عن دفعه إلى الأعلى على أمل أن أبلغ القمة بسند من قوة الحجر الذاتية الدافعة وزخمها, ينشغل ذهني أحيانا بمشاعر الفشل فأقع في الإخفاقات, وأكتب غالبا عن إحساس معين لأنني أتعامل معه في حياتي الشخصية- أحس بوجود تحرك ما أو نزعة لدي لبلوغ الضوء تتطلب قوة وبراعة, مع وجود قوة مضادة تسحبنا إلى الوراء نحو الاستسلام والهزيمة, وأجدني أخوض هذا الصراع عمليا في حياتي كلها..
* لو جاءك أحد تلاميذك وقال لك: لقد حسمت أمري أن أكون كاتبا أو كاتبة, ما هي النصيحة التي كنت ستقدمينها لها أو له?
- كنت أعمل دائما مع الشباب في جامعة برنستون حيث بقيت أدرّس حتى 1978 وكنت دائما أخبر تلامذتي الشيء ذاته: عش الحياة واقرأ بنهم دون برنامج محدد, سافر قدر الإمكان, قابل الناس, تحدث الى الناس وأصغ ِجيدا دون أن تقاطع, أصغِ إلى جداتهم وأجدادهم وتحدث إلى الآباء والأمهات; فالكبار والمسنون في عوائلنا لديهم الكثير من يخبروننا به, فقد حاول أن تؤثر فيهم وتلهمهم وسوف يشرعون بالحكي, وعلى هذا ينبغي لك ان تكون على قدر كبير من الفضول وتتخذ الحياد ولا تحكم على أحد فقط كن منفتحا.. لك أن تعرف وتنظر الى العالم وتقول ما تراه, إنه أمر جميل ومثير لكنه بصورة ما عالم غادر وخؤون وكل هذا يخدم الكتابة..
* ما هو كتابك المفضل الآن?
- المختارات الشعرية لإميلي ديكنسون..
* بماذا تشبّهين الشعور بالحب?
- الحب شيء لا يمكن وصفه, ربما هو إيمان راسخ وعميق, أو هو ذلك الشعور بالثقة..
* ما هو أهم درس علمتك إياه الحياة?
- تعلمت أن أتعاطف مع الآخرين ..0

اخر الاخبار

Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: