باكستان وشفا الانفلات
الجمعة، ٥ يونيو ٢٠٠٩
قفزت باكستان بشكل مفاجىء الى واجهة الأحداث في القارة الأسيوية وأتجهت اليها الأنظار من كل حدب وصوب لمعرفة حقيقة ما يجري خاصة وأن القوى الغربية اهتمت فجأة بهذا البلد ليس من باب القلق على استقراره بل تحسباً من وقوع القدرة النووية بين ايدي جهات اصولية .
وتقول التقارير الإعلامية المتابعة أن تحالفاً تقوده حركة طالبان الباكستانية التي يتزعمها الزعيم الباشتوني بيت الله محسود قد نجح خلال الفترة الماضية بالقيام بضم الأغلبية العظمى من الحركات الأصولية الإسلامية المسلحة وأن هذا التحالف قد استطاع الانتشار في كافة المحافظات الباكستانية ، وبناء شبكة من الخلايا السرية ، وتزويد كل محافظة باحتياجاتها من السلاح والعتاد، وبناء خطوط الإمداد والاتصال السرية بين المحافظات، وبناء أجهزة دعائية قوية لجهة التأثير على الرأي العام في المحافظات الباكستانية، والاختراق والتغلغل في أجهزة المخابرات والجيش الباكستاني. و بدأ هذا التحالف التقدم باتجاه الاستيلاء على السلطة في المحافظات واحدة تلو الأخرى وطرد قوات الجيش والأمن الباكستاني وإعلان قيام الإمارة الإسلامية . وكان من الممكن في حال ترك الأمور على غاربها ان تتمكن هذه الحركات من السيطرة على كامل باكستان وحتى على القدرة النووية الباكستانية .
ولهذا كان لا بد من القيام بعملية استئصال سريعة فتم حشد القوات الباكستانية بالتنسيق مع قوات الناتو والقوات الأميركية ، وبوشر القيام بهجوم كبير لمنع المسلحين الأصوليين من السيطرة على المحافظات الواقعة في وسط باكستان بعد ان اصبحت المحافظات الشمالية في قبضة هذه الحركات .
ويبدو ان القوات الباكستانية قد تمكنت من تحقيق بعض الإنجازات العسكرية الأمر الذي دفع بحركة طالبان – باكستان الى اقتراح العودة إلى اتفاق السلام الذي انهار مؤخرا، وأدى إلى المعارك التي يشهدها وادي سوات حاليا.
وكانت طالبان أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات، في إطار اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية تم توقيعه في أبريل/ نيسان، في خطوة وصفها خبراء آنذاك بأنها "إذعان من إسلام أباد أدى إلى تعزيز موقف طالبان وتقويتها."
وقال متحدث باسم صوفي محمد، الذي يعمل وسيطا لصالح طالبان، إن مسلحي الحركة على استعداد لإلقاء السلاح في وادي سوات، إذا سمحت الحكومة بتطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة. ولكن الحكومة رفضت ذلك لأن أي تنازل سيؤدي لاحقاً الى تنازلات اخرى .
ووفقا لبيانات الحكومة الباكستانية فإن آخر المعارك مع مسلحي طالبان أسفرت عن مقتل 1100 عنصر من الحركة، إلى جانب 75 من قوات الأمن الحكومية، وجرح 226 من أفراد الأمن أيضا.
وأدت العمليات العسكرية الدائرة إلى نزوح أكثر من مليوني شخص من سكان المقاطعة، منهم 1.7 مليون نزحوا منذ الثاني من مايو/ أيار فقط، فيما ترى وكالة الأمم المتحدة للاجئين، أن ما يجري في وادي سوات هذا الشهر، هو الأسوأ منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ويتردد ان الأميركيين يقترحون على الحكومة الباكستانية تقليل الضغط العسكري في المسرح الأفغاني مع زيادة الضغط العسكري في المسرح الباكستاني لدفع الحركات الأصولية الإسلامية الباكستانية إلى الانسحاب باتجاه الأراضي الأفغانية وهو أمر سيساعد في إفراغ المسرح الباكستاني من الكثير من المسلحين الأصوليين. ولكن اللجوء الى مثل هذا الخيار يعني تأزيم الأوضاع اكثر في افغانستان بحيث يتم حل ازمة على حساب ازمة اخرى .إضافة الى ان تهجير المسلحين الأصوليين ليس هو الحل الناجع لأنهم سيعودون بطرق أخرى بل الحل يكمن في ايجاد خاتمة للتمدد الأصول حتى وإن احتاج الأمر المزيد من التشدد او المزيد من التضحيات . والحكومة الباكستانية تدرك ذلك ولهذا ترفض كل الحلول الوسطى وتسعى الى اجراء عملية استئصال تضمن لها الحد الأدنى المطلوب من الإستقرار وعدم التقسيم
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments:
إرسال تعليق