sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

الجمعة، ٢٠ يونيو ٢٠٠٨

Share this history on :
الطــــــــــــــــــــــــــــريق الى النهــــــــــــــــــــــر
Image Hosted by ImageShack.us

مع صوت الأذان غادر الدكان إلي جامع السنية القريب‏,‏ وصلي العصر حاضرا‏,‏ وبعدما صلي العصر حاضرا تحدث قليلا إلي الاسطي عبده ناحية اليمين واستمع قليلا إلي الحاج عبده ناحية اليسار‏.‏ بينما هم يجلسون في الركن الرطب من الجامع الصغير‏,‏ وعندما انتهي الكلام قام وانصرف‏.‏

ما أن خطا داخل الدكان وجاءت عيناه إلي هذه الناحية حتي رأي فانلة داخلية بيضاء ملوثة بالدماء الطازجة الحمراء مكومة علي كفة الميزان وفوقها سكين كبير ملوث هو الآخر بالدماء‏,‏ هو بوغت مكانه وجال بعينيه في الارجاء ثم تراجع ولم جلبابه في حجره وجلس علي المقعد في ناصية المدخل‏,‏ اعطي وجهه للطريق واستغرق في التفكير وليس بوسع أحد أن يعرف ابدا ما الذي يفكر فيه وهو جالس الآن في هذا المكان‏.‏

ظل هكذا حتي ساعدته قدماه علي القيام والمشي علي مهله لغاية مدخل الجامع ومر علي الحاج عبده الذي كان يجلس هو الآخر عند مدخل المقهي الصغير وقال‏:‏ سلام عليكم‏,‏ والحاج عبده عزم عليه ان يأخذ الشاي وهو جلس حتي جاء الشاي وراح يرشفه ويتطلع من بعيد ناحية دكانه ليري إن كان شيئا سوف يحدث أم لاوهو انتهي من الشاي والحاج عبده قال إن السوق نائمة وأمن علي كلامه وقال إنه نائم وقام واقفا واستاذنه والحاج قال‏:‏ شرفت‏.‏

تقدم ووقف علي العتبة وشب علي اصابع قدميه وألقي بنظرة إلي الداخل ولمح الفانلة الملوثة بالدماء والسكين الكبير الملوث بالدماء فاتجه إلي عمق المكان وأعد قرطاسا كبيرا من الورق المقوي واستدار إلي السكين الكبير وتناوله بأصبعيه من مقبضه الخشبي ووضعه بطوله في ركن القرطاس ثم تناول الفانلة من طرفها الجاف وحشرها داخله وضم حوافه حتي أغلقه من أعلي بشكل منتظم‏,‏ واتخذ من جسده ساترا وسنده في ركن الباب من الداخل‏,‏ وجلس علي المقعد ورسم علي وجهه ابتسامة كبيرة وانتظر حتي سمع أذان المغرب ورأي الحاج عبده وهو يتجه إلي الجامع ثم رأي الأسطي عبده وهو يغادر الحارة الجانبية ويتجه هو الآخر إلي الجامع‏,‏ بينما هو يمسح يديه في الفوطة الصغيرة الصفراء‏,‏ وما إن خلي الطريق من هنا ومن هناك حتي قام وحمل القرطاس وضمه إلي الجانب الأيسر من صدره وطوقه بذراعه دون أن يضغط عليه واتجه إلي الحارة الجانبية الضيقة وتوكل علي الله‏.‏

كانت الحارة طويلة ومتعرجة وتفضي إلي الشارع الرئيسي الذي يقسم المدينة إلي قسمين‏,‏ وهو ما إن وصل إلي هذا الشارع الرئيسي حتي عبره ودخل حارة أخري طويلة وضيقة انتهت به إلي الخروج من المدينة إلي شارع النهر‏,‏ راح يتقدم علي حافة الشاطئ كمن يتمشي ثم اتخذ من جسده ساترا وألقي بالقرطاس إلي الماء من دون أن يطوح ذراعه وابتعد ووقف يتفرج علي السيارات لفترة من الوقت‏,‏ واستدار بشكل عفوي ورأي القرطاس مازال نائما علي جنبه لا يغطس إلا قدر ضئيل منه‏,‏ أثناء مروره قذفه مرة بطوبة لكنها جاءت أبعد منه والطوبة الأخري جاءت أقرب منه فأقلع عن ذلك‏,‏ ظل هناك حتي لمحه يتحرك بطيئا مع حركة أضواء الطريق الصغيرة التي تكسرت في سطح الماء وراح يتابعه متمهلا إلي أن غاب في الأفق البعيد عند انحرافة النهر‏.‏
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: