كانوا يجلسون في الصالة, هو علي المقعد الكبير الذي الي يسارك وأنت داخل, والحاجة علي المقعد الكبير الذي الي يمينك وأنت أيضا داخل, وزوجة الابن تلم ساقيها في ركن الكنبة الصغيرة تقلب المجلة وتطالع فيها, أما الكنبة الكبيرة المواجهة للمدخل فقد كانت خالية إلا من كومة وسائد مبعثرة, وفي المنتصف كانت الطاولة البنية الكبيرة. كان فكر أن يدخل حجرة النوم عندما جاء ابنه وزوجته, والولد تركها وانصرف بحجة الذهاب الي الحلاق, وكان يعرف أنه بعد الحلاق سوف يجلس مع أصدقائه في المقهي, وهو زمان كانت لديه قيلولة يأخذها بعد تناوله الغداء, أما الآن فهو يأخذ القيلولة عدة مرات سواء في النهار أو في الليل, أحيانا يقوم منها دون أن يعرف إن كان نام فعلا أم هييء له, والآن كان يغالب النعاس بالاستماع الي التليفزيون الذي كان ملاصقا للجدار الأيمن ولا يراه إلا من الجنب, كان يلمح خيالات فقط من صور الفيلم القديم ويسمع الأصوات ويتعرف فيها علي صوت الراقصة كيتي واسماعيل يس وعبدالفتاح القصري, وانتبه فجأة علي صوت الحاجة وهي توجه كلامها إليه: ـ هو أنا امبارح كنت باقول إيه, يا اسماعيل, وانت رديت قلت إيه؟ وهو انتبه الي كلمة امبارح, لذلك قال: ـ امبارح امتي؟ ـ إمبارح واحنا قاعدين. قال: مش واخد بالي والله. ورمق زوجة ابنه ووجدها مستغرقة في المجلة, ورفع عينيه الي الحاجة ووجدها تتطلع أمامها وهي غاية في الدهشة, ثم أطرقت تتأمل أصابع يديها المستقرتين في حجرها, حينئذ قال: هو حصل حاجة والا ايه؟ قالت: أبدا, أصل أنا امبارح سألتك عن حاجة, لكن مش فاكرة انت قلت إيه. ـ وفاكرة الحاجة اللي سألتيني عنها؟ ـ هو أنا لو فاكرة, كان ايه يخليني أسألك؟ قال: معاكي حق. وراح يحاول أن يتذكر ما جري بالأمس, وزوجة ابنه قالت: ـ تشرب شاي يا بابا؟ وهو وافق, وبعدما قامت دخلت المطبخ قال: ـ أنا افتكرت دلوقت, احنا اتكلمنا امبارح عن سلك التليفون. ـ قالت: أيوه كده, أنا سألتك عن إيه بقي؟ ـ أبدا, انتي قلتي ان السلك قصير, وأنا قلت لك إن السلك طويل. استغرقت في التفكير, وبعد فترة تمتمت تحدث نفسها: ـ تليفون إيه؟ وسلك ايه اللي قصير؟ وسلك مين اللي طويل؟ احنا اتكلمنا في حاجة تانية خالص. وهو سمعها وقال: ـ جايز, أنا الحقيقة مش فاكر. ـ اللي مش فاكر ده, بدل ما يقول تليفون, ويقول سلك قصير, ويقول سلك طويل, يقول انه مش فاكر وخلاص. وجاءت زوجة ابنه بالصينية وضعتها علي الطاولة وناولته الكوب, وجلس هو يتابع الخيالات الجانبية لصور التليفزيون, ويتعرف علي أصوات الممثلين, كما كان يفعل قبل أن ينشغل مع الحاجة في هذا الكلام.
بــــــــــــــــــــــعد المغرب تقريبا
الثلاثاء، ٢٧ مايو ٢٠٠٨
كانوا يجلسون في الصالة, هو علي المقعد الكبير الذي الي يسارك وأنت داخل, والحاجة علي المقعد الكبير الذي الي يمينك وأنت أيضا داخل, وزوجة الابن تلم ساقيها في ركن الكنبة الصغيرة تقلب المجلة وتطالع فيها, أما الكنبة الكبيرة المواجهة للمدخل فقد كانت خالية إلا من كومة وسائد مبعثرة, وفي المنتصف كانت الطاولة البنية الكبيرة. كان فكر أن يدخل حجرة النوم عندما جاء ابنه وزوجته, والولد تركها وانصرف بحجة الذهاب الي الحلاق, وكان يعرف أنه بعد الحلاق سوف يجلس مع أصدقائه في المقهي, وهو زمان كانت لديه قيلولة يأخذها بعد تناوله الغداء, أما الآن فهو يأخذ القيلولة عدة مرات سواء في النهار أو في الليل, أحيانا يقوم منها دون أن يعرف إن كان نام فعلا أم هييء له, والآن كان يغالب النعاس بالاستماع الي التليفزيون الذي كان ملاصقا للجدار الأيمن ولا يراه إلا من الجنب, كان يلمح خيالات فقط من صور الفيلم القديم ويسمع الأصوات ويتعرف فيها علي صوت الراقصة كيتي واسماعيل يس وعبدالفتاح القصري, وانتبه فجأة علي صوت الحاجة وهي توجه كلامها إليه: ـ هو أنا امبارح كنت باقول إيه, يا اسماعيل, وانت رديت قلت إيه؟ وهو انتبه الي كلمة امبارح, لذلك قال: ـ امبارح امتي؟ ـ إمبارح واحنا قاعدين. قال: مش واخد بالي والله. ورمق زوجة ابنه ووجدها مستغرقة في المجلة, ورفع عينيه الي الحاجة ووجدها تتطلع أمامها وهي غاية في الدهشة, ثم أطرقت تتأمل أصابع يديها المستقرتين في حجرها, حينئذ قال: هو حصل حاجة والا ايه؟ قالت: أبدا, أصل أنا امبارح سألتك عن حاجة, لكن مش فاكرة انت قلت إيه. ـ وفاكرة الحاجة اللي سألتيني عنها؟ ـ هو أنا لو فاكرة, كان ايه يخليني أسألك؟ قال: معاكي حق. وراح يحاول أن يتذكر ما جري بالأمس, وزوجة ابنه قالت: ـ تشرب شاي يا بابا؟ وهو وافق, وبعدما قامت دخلت المطبخ قال: ـ أنا افتكرت دلوقت, احنا اتكلمنا امبارح عن سلك التليفون. ـ قالت: أيوه كده, أنا سألتك عن إيه بقي؟ ـ أبدا, انتي قلتي ان السلك قصير, وأنا قلت لك إن السلك طويل. استغرقت في التفكير, وبعد فترة تمتمت تحدث نفسها: ـ تليفون إيه؟ وسلك ايه اللي قصير؟ وسلك مين اللي طويل؟ احنا اتكلمنا في حاجة تانية خالص. وهو سمعها وقال: ـ جايز, أنا الحقيقة مش فاكر. ـ اللي مش فاكر ده, بدل ما يقول تليفون, ويقول سلك قصير, ويقول سلك طويل, يقول انه مش فاكر وخلاص. وجاءت زوجة ابنه بالصينية وضعتها علي الطاولة وناولته الكوب, وجلس هو يتابع الخيالات الجانبية لصور التليفزيون, ويتعرف علي أصوات الممثلين, كما كان يفعل قبل أن ينشغل مع الحاجة في هذا الكلام.
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments:
إرسال تعليق