sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

علاوة الاسعار !

الثلاثاء، ٢٠ مايو ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us

كتبت فى هذا المكان من قبل عن ظاهرة عجيبة فى مصر ، خلاصتها أن الناس تطالب بالتغيير ، و تظل تنتقد الحكومة لانها تتجاهل هذه المطالب الملحة ، لكن عندما تصحو الحكومة من سباتها العميق و تقوم ب" التغيير"، ينقلب الناس عليها و يهاجمون هذا "التغيير" الذى اقدمت عليه ، بل يترحمون على الايام الخوالى التى لم تكن تعجبهم اصلا بل كانوا يشكون منها مر الشكوى .وهذه المفارقة العجيبة باتت متكررة ، و اخر تجليتها ما حدث مؤخرا فيما يتعلق بالاجور . فالناس من مختلف الفئات و كل الطبقات الشعبية و الطبقة الوسطى كانوا يطالبون الحكومة بتغيير سياسة الاجور ، و كانوا يلحون على ضرورة زيادة هذه الاجور بشكل او بأخر حتى يمكنهم مواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار.و ظلت الحكومة تصنع آذنا من طين و اخرى من عجين أزاء هذه المطالب المتصاعدة و التى تجاوزت مرحلة الالتماسات و وصلت فى حالات كثيرة الى اضرابات و إعتصامات و وقفات احتجاجية .و مع ذلك لم تتحرك الحكومة الا بعد أن قرر الرئيس حسنى مبارك علاوة الثلاثين فى المائة التى يسميها البعض بالعلاوة الاجتماعية و يسميها البعض الاخر بالعلاوة الخاصة .وكان من المفترض أن يفرح الناس بهذه العلاوة التى تمثل استجابة – و لو جزئية- لمطالبهم أو حتى بعضها.لكن الناس لم تفرح بل على العكس لم تمض ساعات على صدور الإجراءات التنفيذية لصرف هذه العلاوة حتى سادت حالة من الاكتئاب العام ، حتى أن البعض تمنى لو أن هذه العلاوة لم تحدث اصلا و يكفى أن نلقي نظرة على مانشيتات الصحف الصادرة أمس لنتحقق من ذلك فإذا نحينا جانبا الصحف "القومية" سنجد العناوين التاليه التى تصدرت صحف الثلاثاء:"العلاوة ضاعت" .. هكذا كتبت "الوفد" على خلفية سوداء حزينة "العلاوة .. اكبر مقلب شربة الشعب المصري" .. هكذا كتبت "الدستور""زيادات كبيرة فى الاسعار عقاباً للشعب على عدم الإضراب".. هكذا كتبت "البديل"و"الحكومة تبتلع العلاوة " .. هذا ما نسبته "نهضة مصر" لنواب المعارضة فى مجلس الشعب فى رصدها للموقف ، و هو نفس منظور" المصري اليوم " الذى أكد على أن " نواب المعارضة و المستقلون يتهمون نواب الحزب الوطني بالتآمر على الرئيس مبارك "الحكومة تلجأ للجباية لتدبير موارد للعلاوة " ... عنوان " الأحرار"و بتأمل هذه العناوين نجد أن المعارضة "اليمينية " و"اليسارية" قد اتفقت على موقف واحد رغم تبايناتها الفكرية و الأيديولوجية والسياسية.و ليست المسألة منحصرة فى ردود افعال الصحافة الحزبية والخاصة، و إنما تمتد إلى المواطن " العادي" الذي احس بأن الحكومة " ضحكت عليه" ،وإنها اخذت بالشمال اكثر مما حصلوا عليها باليمين من علاوة . بل و ان الحكومة كانت تتحين الفرصة المناسبة لرفع الأسعار و رفع الدعم عن بعض " المحروقات" و غيرها ، و انها وجدت ضالتها فى فرصة علاوة الثلاثين فى المائة .و ليت الحكومة تفهم ان الناس لا يتجنون عليها ، او ان الناس لا يعجبهم العجب ،او يعارضون من اجل المعارضة .بل ان هذا الاعتراض له أسباب موضوعية وذاتية ،معظمها تتحمل الحكومة مسئوليته سواء من حيث الشكل أو المضمون،خاصة فيما يتعلق بما يمكن تسميته "تبويخ التغيير".وللحديث بقيه..
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: