بان سعيد ،،،،،،،،وحلم ليلة منتصف الصيف

معظمنا يعرف مسرحية شكسبير الكوميدية: حلم ليلة منتصف الصيف
A Midsummer Night s Dream
ومن يود ان يتعرف على عرض سريع لهذه المسرحية فسيجده هنا:
http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t108227.html

وملخص الملخص هو:
كان في اثينا ايام الاغريق قانون ظالم يعطي للاب الحق بطلب اعدام ابنته اذا لم تتزوج الشخص الذي يرشحه لها.
وقد تقدم والد الشابة الجميلة هيرميا بطلب لتيسيوس حاكم مدينة أثينا باعدام ابنته هيرميا لانها رفضت الزواج من شاب اسمه ديمتريوس.
اوضحت هيرميا للحاكم انها تحب شابا آخر اسمه ليساندر وتنوي الزواج منه وان صديقتها هيلينا تحب ديمتريوس وتنوي الزواج منه.
اعطى الحاكم لهيرميا مهلة اربعة ايام لتتدبر امرها والا نفذ فيها حكم الاعدام.
اخبرت هيرميا حبيبها ليساندر بقرار الحاكم فاتفقا على ان يهربا من المدينة. لم تخبر هيرميا احدا بقرار هربهما سوى صديقتها هيلينا.
ولكن هيلينا اخبرت حبيبها ديمتريوس لكي يعدل عن الزواج من هيرميا.
قام ديمتريوس بتتبع اثر الحبيبين الهاربين في الغابة الواقعة خارج المدينة. وبالطبع لحقت هيلينا حبيبها ديمتريوس.
شاهد ملك الجن في الغابة ديمتريوس الذى كان يجوب فى ارجاء الغابة باحثا عن الحبيبين الهاربين ووراءه الفتاة الجميلة هيلينا وهو تتوسل اليه لكي يعود إليها لأنها تحبه بجنون.
تعاطف ملك الجن مع هيلينا وقرر ان يحل مشكلتها ويرغم ديمتريوس على حبها.
أمر وزيره بُك بوضع رحيق الزهرة الارجوانية في عيني ديمتريوس لكي يقع في حب هيلينا.
قام وزير الجن بارتكاب خطأ فوضع الرحيق السحري في عيني ليساندر ليقع هذا الاخير في حب هيلينا.
وهنا تصل المسرحية الكوميدية الى ذروتها.
ديمتريوس يحب هيرميا التي تحب ليساندر، وليساندر الذي يقع بفعل خطأ وزير الجن في حب هيلينا وهذه الاخيرة تحب ديمتريوس، وتعود الدائرة الى بدايتها.

ولان الكوميديا العراقية ما زالت في هذا الفصل من المسرحية فساتوقف عن سرد البقية.

فكما اخطأ وزير الجن "بُك" في وضع الرحيق السحري في عيني ليساندر فقد اخطأ
كذلك وزير الجن الاميركي "بريمر" (ضمن سلسلة آلاف الاخطاء التكتيكية التي أرتكبها) في وضع رحيق الزهرة السحرية في عين الحكومة العراقية لتقع في حب ايران.
فاصبحت لدينا دائرة كوميدية:
امريكا تحارب ايران ولكنها تشكل في العراق حكومة موالية لايران. وايران الموالية لحكومة العراق تساند تنظيم القاعدة الذي يحارب الحكومة في العراق. والتيار الصدري الذي يرفض التدخل الايراني في الشأن العراقي يقيم قائده مقتدى الصدر في ايران ويهدد الحكومة العراقية الموالية للحكومة التي تحميه.
واميركا التي تسعى الى اقامة واحة للديمقراطية ودولة القانون تقوم بتسليح ميليشيات عشائرية خارج سلطة الدولة والقانون.
واذا ما اضفنا الحزب الشيوعي الذي اغفله شكسبير في مسرحيته الكوميدية فسوف تأخذ الدائرة ابعادا جديدة: فالحزب الشيوعي الذي يحارب الاستعمار والطائفية وينادي بتحرير الشعوب من براثن الرأسمالية يقوم بتولي رئاسة مجلس الحكم تحت الادارة المباشرة للمحتل الرأسمالي بريمر.
اما المجلس الاعلى الاسلامي يقيادة عبد العزيز الحكيم فيتمنى للحزب الشيوعي العراقي المزيد من التقدم، (التقدم حتما في القضاء على الاسلام السياسي والرجعية المتمثلين في المجلس الاعلى الاسلامي).

فهل تجاوزت الكوميديا العراقية كوميديا حلم ليلة منتصف الصيف؟
وهل سينهي المارد الاميركي بعقاقيره السحرية هذه المسرحية الكوميدية ـ التي اخذت طابعا تراجيديا ـ بالطريقة التي انهى بها ملك الجن مسرحية شكسبير؟