sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

فاطمة ناعوت ،،،،،،،،والسوبر

الاثنين، ٢٨ أبريل ٢٠٠٨

Share this history on :
Image Hosted by ImageShack.us

فوق مكتبك وتحته، علي سريرك، في الحمّام، وفوق طاولة المطبخ، تطاردُك أكوامٌ متراصةٌ، تخزُ ضميرَك لأنك بعد لم تقربها، مما لا يجوزُ ألا يقرأ، من أمهات الكتب وتراث الإنسانية. عدا العناوين التي تصدر كل يوم في شتي بقاع الأرض. متي تشتريها ثم تتحايل بعدئذ لبرمجة وقت قراءتها؟ لم ينجُ أحدٌ من هذا! ولذا لابد أن تبتسم وأنت تطالع كتابًا صدر مؤخرا، بقلم بيير بيرادPierre Bayard بروفيسور الأدب الفرنسي، عنوانه «How to Talk about Books you haven't Read»، «كيف تحكي عن كتب لم تقرأها؟». في البدء ظنَّ الناسُ أنه كتابٌ مازحٌ يسخر من مدعي الثقافة الذين يريدون الحُسْنيين: الكسلَ والوجاهة. الكسل عن القراءة، وفي الوقت ذاته مقارعة المثقفين حول كتب لم يقربوها.
لكن المفاجأة أن الكتابَ بالفعل يبشّر بعدم القراءة، بل ويطرح «الوصفةَ السحرية» للمعادلة المستحيلة: «الجهل+ المعرفة!»، ولا عزاء لمن يفنون أعمارهم في القراءة لبناء أدمغتهم ويدفعون لقاءَ ذلك الحرمان من مباهج الحياة المتاحة لغير القارئين.
أراكَ ترمقُ الآن مكتبتك العالية وما فوقها من كتب تنتظرك، فتهمهم أنك تحتاج أعمارا فوق عمرك لكي تصيبها. تتناول كتابا في الفلسفة وتعرف أن قراءتك إياه تعني عدم قراءتك مئات الكتب في الرياضيات والفلك والشعر والاقتصاد والقانون... ذاك أن قراءةَ كتابٍ هي إقصاءٌ لملايين الكتب الأخري.
وتلك محنةُ القارئ أبدا. وهي ما حاول بيراد الإطاحة بها بحل جدّ بسيط. هو «الإقصاءُ الجمعي» للكتب. يقول إن «الحكمةَ» تقتضي عدم قراءة الكتب، وبهذه الطريقة سوف تعرفها أكثر مما لو قرأتها!. يستشهد المؤلفُ بإحدي شخصيات رواية النمساوي روبرت موسيل «رجلٌ بلا خِصال» «Man without Qualities» وهو للمفارقة أمين مكتبة، لم يقرأ كتابا من ملايين العناوين من حوله.
لكنه قرأ قوائمَ الكتب وفهارسها وحسب.. نظريته في ذلك أن حبَّه الجمَّ للكتب يجعله غيرَ قادر علي مقاربة أحدها علي حساب الملايين الأُخر! لذلك تقتضي «العدالةُ» أن يهجرها جميعا. ينصحك بيراد بأن «تقشد» skim الكتاب بدلا من قراءته. تمر علي فهرسه وربما ما كُتب حوله، ثم تنسج قصصا حول ما قرأته ونسيته! وإذا ما فشلتْ كلُّ تلك الحيل بوسعك الحديث عن نفسك وكيف اخترقك الكتاب (الذي لم تقرأه)، أو كيف لم يخترقك!!
تحاولُ الآن أن ترسمَ صورةَ الرجل الضد لبطلنا. السوبر قارئ الذي قُدّر له أن يقرأ (كل) تراث الإنسانية، من كتب علمية وأدبية وفكرية وفلسفية وقانونية وبيولوجية ومحاسبية ونقدية وفيزيائية وموسيقية وهندسية وتشكيلية وتراثية وعَروضية ونحوية وتاريخية وسياسية وهلم جرا.
مَن يا تُري هذا الرجل الاستثنائي الذي قرأ: «رأس المال، الزمن الضائع، ميلتون، زرادشت، أبو نواس، نسبية آينشتين، هندسة إقليدس، التفاضل والتكامل، الكوانتم، قوانين نيوتن، فاوست، بلزاك، ديكارت (الرياضي والفيلسوف)، المعرّي، لافونتين، المثنوي، إبسن، مروج الذهب، بديع الزمان، بوكاشيو، فولتير، إخوان الصفا، ابن خلدون، أنشودة التوحيد، الحيوان، الأمير، النبي، كونفوشيوس، مونتسيكيو، داروين، النفّري، شكسبير، باسكال، محمد إقبال»، وعشرات غيرهم!!! لابد أن عمر هذا الرجل عشرة آلاف عام، ولابد أن عقله موسوعي علمُ-أدبي، يفوق عقول كل من قرأهم مجتمعين، ولابد أنني لو التقيته يوما فسأركعُ أمامه وأقعُ في غرامه دون قيد ودون شرط
Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: