sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

التوزيع الموسيقى ورح العصر

الاثنين، ٧ فبراير ٢٠١١

Share this history on :
من بيروت إلى القاهرة والعكس.. رحلة طويلة من تبادل الأدوار في الموسيقى والطرب حتى وصلت الموسيقى العربية إلى محطة التوزيع التي تقاسمها المصريون واللبنانيون، حيث بدأت فرقة الرحابنة فن التوزيع الموسيقي، ليلتقطه محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي ورياض السنباطي في مصر، الذين أطلقوا رحلة تطوير لم تتوقف حتى الآن، حيث استكمل مسيرتهم الفنان حميد الشاعري، وآخرون في أواخر القرن الماضي ليستمر معنا في العشرية الأولى من القرن الجديد، والمؤكد أن آخرين سيواصلونه..
يعد التوزيع الموسيقي – بحسب صحيفة البيان الاماراتية - إحدى المحطات المهمة في تنفيذ الأغنية، حيث يرسم الموزع «خريطة طريق» للأغنية، تبدأ حدودها مع الكلمات، وتنتهي ألحانا كاملة في آذان المستمعين، سواء كانت ألحانا راقصة، أو حزينة، أو طربا أصيلا، ومن أجل ذلك يرسم الموزع الموسيقي الخريطة التي يسير عليها المطرب والملحن والآلات المصاحبة، ومعها يكتسب التوزيع الموسيقي أهميته في إعداد الأغنية، خاصة بعد التطور الهائل في التكنولوجيا والثورة الرقمية، التي أعطت التوزيع الموسيقي دورًا أكبر في إنجاح أي عمل فني أو إفشاله، علاوة على صوت المطرب الذي سيقوم بأداء الأغنية وطبقة صوته وطريقة أدائه التي تتماشى مع الموسيقى، حيث تجتمع كل تلك العناصر لتكوين أغنية مؤثرة تسمو بالروح وتحلِّق بها في خيال يرسمه القلب والعين معا.
تبدأ مهمة الموزع الموسيقي مع تلقي كلمات الأغنية، ثم يضع تصورًا للجو العام لها، يبدأ بعدها في تشكيل الجُمل الموسيقية واللحنية المختلفة، ويقوم بتوظيف الآلات المتنوعة بعد تسجيل الأغنية بشكل مبسط يعطيه تصورًا لشكلها النهائي وسرعتها وطبقة صوت الفنان وتحديد الإيقاع والجو الموسيقي العام الذي يخدم الجُمل اللحنية.
وتأتي المرحلة الثانية من مهام الموزع الموسيقي بتوليف وتطبيع اللحن الأساسي ليتم عزفه بواسطة مجموعة آلات موسيقية بعيدة عن الآلات التي استخدمت في التوزيع، حيث يتم تقسيم اللحن في البداية على العود أو الجيتار وعمل توليفة بعد إجراء التعديلات الخاصة على النوتة لنقلها إلى أجهزة أخرى مثل البيانو أو الكمان أو القانون مع كتابة كل ذلك فيما يشبه تحويل القصة إلى سيناريو وحوار في لغة التأليف..
أما المرحلة الأخيرة من مهمة الموزع الموسيقي فتنتهي بالتوزيع النهائي للحن وإعداده من خلال نوتة موسيقية مكتوبة ومدون بها المقامات والجمل اللحنية، وتتوقف جودتها على مدى تفوق الموزع الموسيقي، وخبرته في العمل بهذا المجال وتوصيف اللحن وكتابة هارموني يتضمن التركيبات والتعبيرات لتعريف كل عازف تكنيك وديناميكية العزف ونقل إحساس الموزع أو مؤلف الجملة الموسيقية إلى العازف، ووضع تصوير لحني مناسب لكل آلة على حدة.
وإذا كان الموزع الموسيقي يقوم بكل ذلك، فإنه تقع عليه مسئولية اختيار العازفين لتنفيذ الأغنية، ثم يقوم بإجراء بروفات متعددة معهم وتسجيل الجمل اللحنية لكل مقطع على حدة من خلال آلة منفردة، وبعدها يقوم بتجميعهم وعمل بروفات لجميع أعضاء الفرقة والتنسيق بين المطرب ومهندس الصوت لتركيب الجمل الغنائية والأشعار على المقاطع الموسيقية ثم يتابع عمل الماستر النهائي بعد دمج المسارات الموسيقية وموازنة أصوات الآلات مع الإيقاعات والكورال وتركيب صوت المطرب على كل المقاطع من خلال عدة (تكات) بمعنى أنه يمكن للمطرب أن يغني كل مقطع في وقت مختلف حسب الحالة النفسية والمزاجية ومدى (السلطنة).
وعن نشأة التوزيع الموسيقي، يقول الناقد الموسيقي أشرف عبد المنعم، إن الغناء في مصر كان عبارة عن تخت شرقي، حتى مستهل القرن الماضي وكانت تلك القوالب تحكمها الحالة الطربية، لكن بتطور الحياة بشكل عام وظهور فنون أخرى مثل السينما والأفلام الغنائية، ظهر جيل جديد استطاع تحديث الموسيقى مثل الراحلِين محمد عبدالوهاب ومحمد القصبجي ورياض السنباطي في مصر، والرحابنة في لبنان، ومحمد القبانجي في العراق، وأراد هؤلاء خلق قوالب جديدة في الغناء الشرقي، واقتضت الحالة وجود أكثر من 5 آلات مختلفة تصاحب المطرب بعد أن فشل التخت في استيعاب تطورات العصر فدخلت آلات التشيلو والكونترباص وغيرها، وكان لابد من إيجاد وسيلة لتوزيع المهام على تلك الآلات من خلال نوتة موسيقية يقوم بإعدادها موزع جيد، ومن هنا ظهر التوزيع الموسيقي، لتظهر معه أسماء كبيرة مثل أسمهان وفيروز وعبدالحليم حافظ، كما تسبب وجود الموزع الموسيقي في مشاركة فرق كبيرة يمكن أن تصل إلى 50 عازفًا أو أكثر في الأوركسترا.
ويلفت عبدالمنعم أن دور الآلات الموسيقية كان يقتصر على إعطاء دور عشوائي لها بأي طريقة بلا اهتمام جدي أو مدروس؛ مما صعَّب وظيفة الموزع الموسيقي، لكن بحلول عام 1950 ظهرت مدرسة جديدة للتوزيع الموسيقي بتوقيع الرحبانية، وأصبح التوزيع الموسيقي لبناني المنشأ بعد أن لفتوا النظر إلى قواعد لم تكن مُتَّبعة في الموسيقى العربية والأغنية بشكل عام، حيث أجبروا المستمع العربي على معرفة الجزء الخاص بالتوزيع الموسيقي البسيط وأكدوا أهميته وحرروا الموسيقى من جميع آلات التخت الشرقي وأعطوها دورها التوزيعي عبر ألحان فبرز جمالها.
وفي نفس الإطار أكد الناقد الموسيقي د. عاطف إمام، أن الرحابنة لم يكتفوا فقط بإنشاء مدرسة جديدة في التوزيع الموسيقي العربي، لكنهم واصلوا إبداعهم من خلال معالجة أغاني سيد درويش توزيعيا مثل «زوروني كل سنة مرة»، و «طلعت يا محلى نورها»، كما قاموا بإعادة توزيع أغنية «يا جارة الوادي» التي لحنها محمد عبدالوهاب وغناها بصوته بعد أن وظفوا آلات النفخ الأوركسترالية ضمن الأغنية القصيرة وأعطوا دوراً مهماً لآلة الأوبوا والباصون.أشار إمام أن معظم الموزعين الذين ظهروا في تلك الحقبة، أجادوا وأثبتوا أن الموسيقى فن عالمي لا تحيطه حدود ولا تعوقه لغات، بعد أن أعطوا القوالب الغربية الطابع الشرقي وأعادوا كتابتها على مقامات شرقية بأرباع الصوت المعروفة عندنا، خاصة بعد أن احتك عدد من الملحنين المصريين بهم أمثال محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، لكنهم استعانوا بموزعين أجانب مثل الموزع الأجنبي الذي كان يقيم في مصر وقتها (أندريه ودايدار).
بينما حاول بعض الموزعين المصريين الصغار احتراف التوزيع الموسيقي وكان من بينهم عازف الأورج الشهير طارق عاكف الذي كان يعمل منذ بدايته مع الراقصة نجوى فؤاد، وكانت معظم أغاني الفرقتين المصريتين الموجودتين في ذلك الوقت مقصورة عليه وهي الفرقة الماسية وهاني مهنى، وبعدها ظهر المايسترو حمادة النادي الذي برع في توزيع معظم الأعمال الفنية في مصر، حيث اعتمد عليه عدد هائل من المطربين المصريين والخليجيين كما دفع العمالقة السابقين لركوب موجة التوزيع الجديدة.ولم يستطع طارق عاكف تلبية رغبات المطربين والملحنين لتوزيع أغنياتهم فاضطر لإنشاء مدرسة حديثة في التوزيع استقطب إليها عدداً هائلا من الموزعين الجدد وأصبح التوزيع الموسيقي الجديد أحد عناصر نجاح الأغنية والذي بدأ مع أغنية (بتْونس بيك) لوردة، حيث قرر عدد من المطربين ركوب نفس الموجة التي تجددت مع جيل الثمانينيات بتقنيات جديدة مع المطرب حميد الشاعري الذي تميز توزيعه بالتركيبة الإيقاعية التي تتميز بالإحساس البديع بالموسيقى الشرقية بعد القوالب التي أنهكت آذان المتذوقين للموسيقى العربية والشرقية الخالصة، حيث قام بخلطها بالإيقاعات الغربية ونشأ من بعده جيل جديد يحمل لواء التوزيع الموسيقي بمساعدة التكنولوجيا الحديثة مثل فهد الذي قام بتوزيع معظم أغاني الهضبة عمرو دياب ومحمد توكل الذي تعاون عشرات المرات مع أصالة.ورغم ظهور أجيال جديدة من الموزعين إلا أن حميد الشاعري لا يزال يحتل المرتبة الأولى بعد أن ساهم في تغيير شكل الأغنية جملة وتفصيلا، في حين ينافسه أشرف عبده صاحب الطابع الخاص في التوزيع الذي يتميز بالإبداع في استخدام الآلات الموسيقية وتوظيفها ومزجها بشكل جيد، واستطاع بالفعل تكوين خليط متجانس من الموسيقى الشرقية والغربية والقديمة والحديثة والتي ساهمت في نجاح ألبومات عشرات المطربين، حيث تعاون مع محمد فؤاد في ألبوم «هودعك» وحتى «القلب الطيب» وإيهاب توفيق من ألبوم «يعشق قمر» وحتى ألبوم «حبيب القلب» وغيرها من الألبومات، ولا تزال بحور التوزيع الموسيقي عميقة وتحتاج إلى دماء جديدة تساير روح العصر.


ميدان التحرير قلعة الفن العربى
من قلب التظاهرات السـياسية واحتدام شعاراتها في مصر، يظهر نوع جديد من الفنون الـشـعبية الارتجالية التي لا تخضع لمعايير المدارس الفنية الكلاسيكية، فتبرز لوحات تـشكيلية ومنحوتات ورقية أو قماشية أو خشبية، وترتسم على وجوه المتظاهرين شعارات وأشكال ملوّنة لا تخلو من روح الدعابة والإبداع، وتتحوّل أعلام جمهورية الفراعنة الى ألبسة...


أما الموسيقى في الشارع المصري اليوم، فتأتي مبتكرة بجمل لحنية ومقامات جديدة أو قديمة يتم تطويعها لتتناسب مع الأشعار الارتجالية المناوئة للسياسيين. ويؤلّف المتظاهرون كلاماً مقفى أو مسجوعاً ويُلحنونه، للتعبير عن قهر لازمهم 30 سنة ولحضّ الآخرين على الإنصات إلى مطالبهم وتنفيذها، اذ يعتبر المتظاهرون فنونهم التعبيرية منبراً لإيصال رسالتهم السياسية التظاهرية الى الحكام والمعنيين.


وتمتاز الجمل اللحنية التي يبتكرها المتظاهرون بالإيقاع السريع للدلالة على الحركة الدائبة وهو إيقاع شعبي بسيط تستطيع مختلف الفئات والثقافات ترديده في بساطته. ويستخدم المتظاهرون أو فنانو التظاهرات آلات بدائية بسيطة أغلبها إيقاعية مثل الطبل والدفّ ليصلوا الى الصناديق الخشبية والأواني المعدنية. وقد يتم ضبط إيقاع الجمل اللحنية الارتجالية بالتصفيق أو الضرب بالأرجل على الأرض لتلهب النغمات الصاخبة الحماسة في قلوب المتظاهرين.


ولدت فنون الشارع لتلهب المتظاهرين، وربما كانت معبّرة أكثر بكثير من تلك التي تستقبلها دور الأوبرا أو الغاليريات الراقية. فهي ولدت من رحم الشعب الثائر والمقهور.


وأعطت التظاهرات الحاشدة التي شهدتها كل من مصر وتونس، صورة جميلة للذائقة الفنية الشعبية العربية التي ظهرت بأروع صورها وأكثرها فطرة وبدائية من خلال الألحان الشعبية والجماهيرية التي ألفها شباب من مختلف الأعمار تعالت أصواتهم منددين بالظلم ومطالبين بالعدالة والمستقبل الكريم. وأظهرت تلك التظاهرات للعالم أجمع ما يتمتع به العرب من موهبة فطرية وقدرات موسيقية مدهشة وذائقة فنية أصيلة.


يقول أحمد ضياء كرم (27 سنة): «مطالبنا مشروعة ونحن نعبر عنها بكل طريقة سلمية يمكنك تخيلها، فنحن نرسم ونكتب وننحت دمى قماشية ونؤلف موسيقى ونستخدم كل ما يمكننا من إيصال أصواتنا الى العالم...».


وتـقول رضوى هاشم (25 سنة): «نجتمع في المساء لنتفق على الطريقة التي سنخرج بها في صباح اليوم التالي، ويُكلّف كل واحد منا بما يبرع فيه. وغالبيتنا تستخدم الكومبيوتر والانترنت لجهة تصميم الشعارات أو اللافتات، لتكون عملية الطباعة والتوزيع على الأصدقاء أسرع وأوفر».


ويعتبر كريم إسحاق (29 سنة) أن «الحياة بلا موسيقى غلطة كما يقول نيتشه، وهي أكثر تعبيراً من أي وسيلة أخرى ونحن نستخدم موسيقى تلقائية نؤلفها بأنفسنا، وما نفعله ليس غريباً وكل الشباب العربي يفعل ما نفعله. الأغاني التي نبتكرها من الممكن أن نقتبس ألحانها من أغنية شهيرة أو نلحنها بأنفسنا وقد تأخذ طابعاً فكاهياً ساخراً. فالخطاب السياسي عابر، والغناء قد يساعد في بلورة خطاب سياسي يتجاوز مداه قاعة البرلمان». أما بنيامين سالم فيرى أن «ليس المهم أن يدخل الفن في السياسة أو السياسة في الفن، ولكن المهم أن تتحقق مطالبنا».




اخر الاخبار

Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: