sawah online blog official website | Members area : Register | Sign in

النصوص الذهنية والمسرحة الصعبة

الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

Share this history on :


النصوص الذهنية غالبا ما تضع المخرج أمام تحد كبير، لذا فإن الكثير من المخرجين يتهيبون من تقديمها على خشبة المسرح، وإذا ما غامر البعض في تقديم نص مسرحي ذهني، فغالبا ما يقع ضحية إخراج نمطي أقرب إلى التنفيذ دون أن تكون له بصمة على العرض المسرحي، لكن سامح بسيوني نجح في تقديم قراءة إخراجية تخطت التنفيذ ووضع بصمته على عرض «عجايب» الذي قدمه البيت الفني للمسرح التابع لوزارة الثقافة المصرية ضمن احتفالية «مصر ضيف شرف مهرجان القرين السابع عشر»، وهو العرض الذي حصد عدة جوائز في مهرجان المسرح في مصر العام المنصرم، بينها أفضل عرض وافضل مؤلف وأفضل مخرج، كما قُدمت «عجايب» في عدد من المهرجانات آخرها مهرجان المسرح العربي في بيروت قبل أيام.
نص ذهني
عاطف النمر كتب نص «عجايب» في مسارين متوازيين اعتمد فيهما على الرمزية بشكل واضح، وقدم نصا ذهنيا يعتمد على الكلمة في المقام الأول وهنا تكمن صعوبته، المسار الأول حوار طويل ومعمق بين عاطفة الإنسان وعقله، وتداخل الضمير في بعض الأوقات، ويكشف هذا المسار عن سيطرة العقل في أغلب الفترات على شخصية آدم وهو الأستاذ المفكر والكاتب وصاحب الأفكار، مع غياب للضمير الذي يكون نائما أغلب الفترات.
المسار الثاني للنص هو التحدي الذي يعيشه آدم في رحلته الطويلة مع المخابرات والتحقيق وسيل الاتهامات التي يواجهها في حياته ثم هجرته إلى الخارج وعودته إلى مصر بعد ذلك.
والنص قراءة ذكية لواقع الأمة العربية، وتحديدا مصر، عبر سنوات طويلة اي منذ الحكم الملكي إلى الثورة وحتى يومنا هذا. وعبر هذين المسارين يقدم المؤلف لمحة من العلاقات الإنسانية خاصة قصة الحب بين آدم وحياة.
وقد لجأ المؤلف بذكاء واضح إلى الرمز في حالات كثيرة أوضحها تقديم أسماء مثل العقل، العاطفة، آدم، حياة، المحقق1، المحقق2 والضمير.
رؤية إخراجية
المخرج سامح بسيوني كان البطل الرئيسي في هذا العرض المسرحي الجميل، فقد أعاد قراءة النص عبر تشكيلات إخراجية جميلة، ولجأ إلى عدة حلول للتغلب على ذهنية النص وصعوبته ليقدمه في انسيابية تجذب المشاهد إليه، وعلى رغم اعتماده على ديكور ثابت، وهو ديكور موح ومعبر عن الحالة التي يعيشها بطل النص، فإنه استفاد من الإضاءة التي لعبت دورا أساسيا في تفسير الرمزية في النص، وكانت عاملا أساسيا في كسر حدة الملل التي قد يواجهها نص ذهني.
كما لجأ المخرج إلى استغلال الطاقات الفنية للممثلين خاصة الفنان إسلام سعيد الذي أدى دور العقل بتميز وكان أحد نجوم العرض بلا منازع، وإيمان سامح في دور حياة ووهي فنانة موهوبة قد تأخذ فرصتها بشكل أكبر في التلفزيون والسينما لأنها تمتلك موهبة وحضورا، وإلى حد ما الممثل الذي أدى دور الضمير، أما الممثل إيهاب بكير، الذي أدى دور الأستاذ، فقد كان مرهقا إلى حد ما.
أحد عوامل نجاح بسيوني في قراءته الإخراجية هو إدخال الغناء الذي نجحت في تقديمه الموهبة الشابة منيرة محمد. كما نجح المخرج في تشكيلاته الثنائية والجماعية عبر حركة دائرية جميلة على خشبة المسرح.


المغرب وجبران فى عصا البلياردو
عن دار إفريقيا الشرق صدر للأديب عبد الرحيم جيران عمل روائي موسوم ب "عصا البلفياردو" وهي من الحجم المتوسط. وتتناول هذه الرواية من منظور نقدي إشكالي وضع المثقف وعلاقته بالتحولات التي اعترت تاريخ المجتمع المغربي الحديث، والرواية وهي تحمل على عاتقها هذه الرؤية الإبداعية والنقدية فإنها تقدم صورة للحضور الأنطلوجي -هنا والآن- وتعيد في الوقت نفسه السؤال حول دور الفرد في التاريخ. لكنها تأبى وهي تفعل ذلك إلا أن تمرر إشكالها الموضوعاتي من منظورات مختلفة بما يعنيه ذلك من تعدد في الرؤية والسؤال. وإذا كان ممكنا تصنيف الرواية في إطار رواية انجلاء الوهم فإنها تعمل على صياغة موضوعها انطلاقا من تعالقه مع قضايا وجودية من قبيل سؤالي الموت والأصل. كما أن الرواية تعيد النظر في كثير من المسلمات حول العيش في تاريخيته ومن ضمن ذلك العلاقة مع الآخر.ومما يميز رواية عصا البلياردو هو كونها تستقي شكلها من العنوان الذي ارتضاه لها الكاتب عبد الرحيم جيران، وذلك في تواز مع دلالتها؛ حيث يمفصل الموت من حيث هو قدر مستحوذ مع بنية الشكل الروائي الذي يتأسس على انفجار الحكايات نتيجة اصطدام بعضها بالبعض تماما كما هو الحال في لعبة البلياردو.


اخر الاخبار

Thank you for visited me, Have a question ? Contact on : youremail@gmail.com.
Please leave your comment below. Thank you and hope you enjoyed...

0 comments: