بيز ستون المؤسس الشريك للموقع والوجه العام له الذي لا يحب الأضواء، شهرة لا يشعر معها براحة كبيرة. ويشتكي الأميركي غريب الأطوار والمثير للحيرة البالغ من العمر 36 عاما، من أن الرقابة العامة تجعل من الحياة تبدو كأنها «برنامج تلفزيوني». ومع ذلك، فهو لا يتخلى تماما عن شخصيته كمتنفذ بسبب ثروته الكبيرة.
في عام 2010، سجل موقع تويتر 200 مليون مستخدم أرسلوا خلاله أكثر من 25 مليار رسالة قصيرة ومختصرة (لا تتعدى كل رسالة 140 حرفا) وتسمى «تويتس». ويوصف الموقع بأنه شبكة للتواصل الاجتماعي على الانترنت أو منصة للاتصالات أو قناة إخبارية أو موقع مصغر للمدونات، وعملياً أصبح كل ذلك مجتمعا. اذ جعلت منه بساطته وسهولة استخدامه (وجوب عدم تجاوز الرسالة لـ 140 حرفا) أكثر مرونة وطواعية من باقي المواقع الأخرى التي تتسم بوجود ميزات كثيرة مثل MySpace وBebo.
نجاح تويتر يقاس جزئيا بالأرقام الكبيرة، حوالي 95 مليون تويتس تكتب كل يوم. ويكمن تأثيرها الحقيقي في السماح للشخصيات العامة في التواصل المباشر مع مؤيديهم ومريديهم، وتجاوز وسائل الاعلام التقليدية. ويتحدث ستون بفخر كيف كان باراك أوباما ينقل أخبار انتصار حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية الى مؤيديه عبر التويتر في 2008. ويضيف بأن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أرسل أول رسالة قصيرة «تويت» من مقر تويتر في سان فرانسيسكو في 2010.
كما يمكن للتويتر أن يكون فخا للطائشين الذين لا يتمتعون بالحكمة. اذ كلفت رسائل قصيرة أرسلت عبر التويتر، اتسمت بالتهور وسوء الحكم على ما يتم ارساله، سياسيين وظائفهم مثل النائب الديموقراطي عن نيوهامبشاير تيموثي هوريغان، الذي استقال بعد أن أرسل رسالة عبر التويتر عن وفاة افتراضية لناشطة حزب الشاي سارة بيلن.
ويقول ستون في هذا الصدد «اذا كنت لا تحب صوت التويتس خاصتك، وهي تغرد فورا في كل مكان، فلعل هذه الخدمة لا تناسبك». ثم يتدارك قائلا «أعتقد أن التبادل المفتوح للمعلومات يمكن أن يكون له تأثير عالمي ايجابي».
الابتكار
حجبت الصين موقع تويتر لكن ستون يقول بشيء من الرضا ان «الناس يجدون وسائل أخرى للتحايل على الحظر». وقد غزت هذه الخدمة الأحداث المغلقة تقليديا في الغرب. فالقاضي الذي ترأس مؤخرا في بريطانيا جلسة الاستماع للإفراج
بكفالة عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج كان أمر الصحافيين الذي حضروا الجلسة بالتوقف عن ارسال وقائع وتفاصيل الجلسة عبر التويتر.
ابتكر تويتر في 2006 من قبل ستون ومبرمج الكمبيوتر جاك دورسي كمشروع جانبي لأعمال البودكاستينغ (البث الشبكي) أوديو. وحملت واحدة من الرسائل الأولى التي بعث بها ستون الى دورسي كلمات مقتبسة للمكالمة الهاتفية للمخترع ألكسندر غراهام بيل: «واتسون تعال الى هنا، أريد أن أراك». وأدرك المؤسسان أن بين أيديهما ابتكارا ناجحا عندما استخدم 75 ألف شخص خدمتهما في غضون أيام قليلة في مهرجان ساوث ويست للفنون والتكنولوجيا في تكساس في 2007. وسرعان ما تحول ذلك الجنون المحلي الى ظاهرة عالمية بحلول صيف 2009.
معظم ثقافة واتصالات تويتر تتكون من تموضع ومواقع الأفراد نسبة الى الآخرين. والرسالة الأساسية لنداء الطيور، وفقا لدارسي سلوك الحيوانات هي: «أنا هنا. أين أنت؟» ويتفق قائلا أن ذلك أحد أسباب تسمية الموقع بهذا الاسم.
ويشير ستون الى احدى الرسائل التهكمية التى بعث بها عبر التويتر الى كلية هاس لادارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في أغسطس قائلا: «كما تعرفون جميعا، أنا رجل أعمال وأنا أعرف كيف تسير الأمور».
ويهز ستون كتفيه غير مبال ليضيف «لقد بدأت كفنان»، مشيرا الى عمله كمصمم غرافيك. «ومازلت أرى في نفسي فنانا أولا ومن ثم رجل تكنولوجيا وأعمال ثانيا». كما أنه مستخدم دائم للتويتر وله 1.6مليون من الأتباع، ومن الموضوعات الدائمة التى يكتب فيها التكنولوجيا والقطط المضحكة وصواب تناول اللفت.
لقاء أكسفورد
يزور معظم الأميركيين أكسفورد كسياح، للتجول في مبانيها وكلياتها التى تعود الى العصور القديمة. غير أن ستون، يزور المدينة، حيث أجري اللقاء معه، للمشاركة في برنامج سنوي تعقده شركات وادي السيلكون في أكسفورد تحت عنوان
Silicon Valley Comes to Oxford وتديره كلية Said لادارة الأعمال في جامعة أكسفورد. ومن ضمن البرنامج تعمل مجموعة من المبادرين ورجال الأعمال في الساحل الغربي في الولايات المتحدة على تدريب بعض من ألمع رجال الأعمال العصاميين المحتملين البريطانيين في مجال التكنولوجيا. وبالنسبة لستون، فان البرنامج يشكل أيضا فرصة نادرة لتبادل الأحاديث مع نظرائه وزملائه في وادي السيلكون، من أمثال ريد هوفمان، مؤسس لموقع شبكة الأعمال Linkedln. فكما يقول، لا يبدو أن هناك وقتا في كاليفورنيا للالتقاء بهم.
رائد آخر من رواد مواقع الشبكات الاجتماعية، مارك زوكيربيرغ، مؤسس فيس بوك، الذي جسدت شخصيته العام الماضي في فيلم «الشبكة الاجتماعية» على نحو أساء لصورته. وعند سؤاله ما اذا كان قد حضر الفيلم، أجاب «حضرته لوحدى». فزوجته أوليفيا، التى تعمل في ملجأ للحياة البرية، رفضت الذهاب. مضيفا باستهزاء «كان يجب أن أذهب مع بعض الأصدقاء»، متخيلا صورة لنفسه وهو الرائد في مواقع الشبكات الاجتماعية دون أن تكون له حياة اجتماعية.
في 2008، حاول زوكيربيرغ شراء تويتر بما يقدر بحوالي 500 مليون دولار من أسهم فيس بوك. لكن المفاوضات فشلت. ولم يتمكن مالك فيس بوك من عرض ما يريده ستون ودورسي والمؤسس الشريك الآخر لتويتر ايفان ويليامز، وفق ستون، الذي يقول «لقد أسسنا شيئا وجد الناس فيه قيمة. لكن لم ننشىء منه مشروعا تجاريا وشركة بعد ونريد أن نقوم بذلك بالفعل».
ورغم أن قيمة الشركة قدرت مؤخرا عند 7. 3 مليارات دولار، الا أنها تتكبد الخسائر. فعندما ظهر في البرنامج الأميركي للمقدم الكوميدي ستيفن كولبيرت، علق مقدم البرنامج بأن اسم بيز Biz لايمثل نموذج عمل». ويأمل ستون أن يتحول تويتر الى تحقيق الأرباح بفضل الوسائل المغلقة المدرة للسيولة مثل التويتس الترويجية المدفوعة الثمن التى تظهر نتيجة بعض البحث. ومع ذلك بدا في حيرة من السؤال الاعتيادي الذي طرح عليه: ماهي استراتجيتك للخروج؟ فيرد قائلا: «الخروج كلمة غريبة. فنحن لا نسلك ذلك الطريق. ان مسارنا هو أن نتبع عاطفتنا وشغفنا».
لذا تجرأت وسألته لماذا يطلق عليه اسم «بيز»؟ فشرح يقول انه كان يلفظ اسمه الذي أطلقه عليه والداه وهو «كريستوفر» بـ «بيزوبير» حين كان يتعلم الكلام في طفولته المبكرة. فلصق به الاسم بشكله المختصر ليصبح بيز.
ستون النباتي
حديثه يتخلله ولعا بزوجته أوليفيا، ومن الواضح أنها على النقيض من زوجات أصحاب الشركات المنقادات والخاضعات. فهي من أقنعت زوجها بأن يصبح نباتيا. ويتذكر ستون كيف أنها دفعته لقضاء شهر العسل في التجديف، وممارسة الأنشطة الرياضية عادة لا تنسجم الرومانسية. وقد انقلب المتزوجان حديثا أثناء ممارستهما للتجديف. وكما يقول ستون «لقد كان الأمر فظيعا. لقد فقدت خاتم الزواج».
هذه الحكاية نموذج لطابع ستون الذي يستهين نوعا بنفسه وقدراته. وعندما تجنب سؤالا عن هزيمة الحزب الديموقراطي الأميركي في الانتخابات النصفية للكونغرس بقوله «لم أعر اهتماما للسياسة منذ وقت طويل لأكون رأيا جيدا حول الأمر»، وبدا حين قال ذلك أقرب الى فوريست غامب ليكون ذات مصداقية (الفيلم الشهير الذي لعب دور البطولة فيه توم هانكس). وحين يتحدث عن باراك أوباما تحديدا، والذي يؤيده بالمناسبة، يبدي ملاحظة عن ادراك وتمييز: «في أي موقع قيادي، لابد لك أن تخيب أمل البعض».
تويتر والمستقبل
من الواضح أيضا أن ستون يفكر بطريقة نقدية بشأن الابتكار. ومن خلال دوره كمدير الابتكار لتويتر، يقضي ستون ثلاث ساعات أسبوعيا يفكر مليا «كيف ستبدو الشركة خلال العشر سنوات المقبلة» مع المدير التنفيذي للتكنولوجيا غريغ باس، «ويدرج ايفيان ويليامز الذي تنحى مؤخرا كرئيس تنفيذي لشركة تويتر ليرأس استراتيجية المنتجات أفضل الأفكار في الخدمة.
ويعتقد ستون أن شركات الانترنت لا تتعثر لأنها تفشل في مواكبة العصر، وهو التفسير التقليدي لمصير «أميركا أون لاين» و«ياهو» و«بيبو»، بل لأنها تفشل في تطوير نفسها
لكنه ينتقد أيضا مفهوم نيتشه لرجل الأعمال المبادر والعصامي الذي من خلال انتصار الإرادة يعيد صناعة العالم بما يتوافق مع ما يرضيه. «ان رجل الأعمال يمثل فقط مجموعات كبيرة من الأشخاص الذين يعملون معا»
ومع وضع زقزقة الطيور والانتقاء الطبيعي في الحسبان، أشرت الى أنه ضمن ملايين البشر الذين يقطنون العالم، اختارت بيئة متغيرة عدد قليل من رجال الأعمال لهذا النوع من النجاح الرفيع المستوى الذي يتمتع به ستون. فيرد قائلا «بالضبط».
طفولته.. نجاحه.. ورأي والدته
طفولته التى قضاها في بوسطن، تبدو غير سعيدة نوعا ما. فوالداه تطلقا حين كان صغيرا في السن. ويقول انه لم يحز أبدا على «علاقة حقيقية» مع والده، الذي كان ميكانيكيا لتصليح السيارات. وعملت والدته كمدرسة مساعدة في مدرسته الابتدائية مما كان يدفع الأطفال الآخرين الى مداعبته وممازحته بهذا الشأن.
ويعزو ستون ثقته بنفسه وبقدرته على العمل والمبادرة في المشروعات الى مدرسته الثانوية في بلدة ويلسلي المزدهرة التى تبعد 12 ميلا عن بوسطن. ففيها أسس فريق للعبة لاكروس وأنتج ومثل في فيلم روبن هود وعنه يقول انه كان فيه أقرب للممثل العظيم ميل بروكس منه الى راسل كرو.
بعد تخرجه من المدرسة، حول وظيفته أثناء الدراسة من نقل الصناديق في دار النشر ليتل براون الى وظيفة مصمم غرافيك بدوام كامل. وسرب تصاميم كتيب الى ملفات قسم الفنون وعندما عرضت عليه الوظيفة، ترك الدراسة في الكلية لقبولها. وأدى ذلك الى قيامه بأعمال الاستشارات في تصميم المواقع الالكترونية وتأسيس أول شركة جديدة له وهي موقع المدونات اكسنغا Xanga في عام 2000. ثم عمل في شركة غوغل العملاقة قبل أن يتركها لتأسيس أوديو، في 2005 وهي الشركة التى سبقت تويتر.
حين يسأل ما اذا كانت والدته فخورة بنجاحه، يرد ستون منزعجا «أظن ذلك، لكنها من النوع الذي يشكو ويتحدث عن العيوب والنقائص».
5
يقول ستون «نريد أن نستمر في النمو على الصعيد العالمي وأن نجعل من تويتر متوافرة على نطاق واسع على الرسائل النصية القصيرة. هناك 5 مليارات هاتف في العالم يمكن أن تتعامل مع الرسائل القصيرة، ومعظمها موجود في أماكن لا يوجد فيها انترنت».
ويعتقد ستون أن شركات الانترنت لا تتعثر لأنها تفشل في مواكبة العصر، وهو التفسير التقليدي لمصير «أميركا أون لاين» و«ياهو» و«بيبو»، بل لأنها تفشل في تطوير نفسها
في عام 2010، سجل موقع تويتر 200 مليون مستخدم أرسلوا خلاله أكثر من 25 مليار رسالة قصيرة ومختصرة (لا تتعدى كل رسالة 140 حرفا) وتسمى «تويتس». ويوصف الموقع بأنه شبكة للتواصل الاجتماعي على الانترنت أو منصة للاتصالات أو قناة إخبارية أو موقع مصغر للمدونات، وعملياً أصبح كل ذلك مجتمعا. اذ جعلت منه بساطته وسهولة استخدامه (وجوب عدم تجاوز الرسالة لـ 140 حرفا) أكثر مرونة وطواعية من باقي المواقع الأخرى التي تتسم بوجود ميزات كثيرة مثل MySpace وBebo.
نجاح تويتر يقاس جزئيا بالأرقام الكبيرة، حوالي 95 مليون تويتس تكتب كل يوم. ويكمن تأثيرها الحقيقي في السماح للشخصيات العامة في التواصل المباشر مع مؤيديهم ومريديهم، وتجاوز وسائل الاعلام التقليدية. ويتحدث ستون بفخر كيف كان باراك أوباما ينقل أخبار انتصار حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية الى مؤيديه عبر التويتر في 2008. ويضيف بأن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أرسل أول رسالة قصيرة «تويت» من مقر تويتر في سان فرانسيسكو في 2010.
كما يمكن للتويتر أن يكون فخا للطائشين الذين لا يتمتعون بالحكمة. اذ كلفت رسائل قصيرة أرسلت عبر التويتر، اتسمت بالتهور وسوء الحكم على ما يتم ارساله، سياسيين وظائفهم مثل النائب الديموقراطي عن نيوهامبشاير تيموثي هوريغان، الذي استقال بعد أن أرسل رسالة عبر التويتر عن وفاة افتراضية لناشطة حزب الشاي سارة بيلن.
ويقول ستون في هذا الصدد «اذا كنت لا تحب صوت التويتس خاصتك، وهي تغرد فورا في كل مكان، فلعل هذه الخدمة لا تناسبك». ثم يتدارك قائلا «أعتقد أن التبادل المفتوح للمعلومات يمكن أن يكون له تأثير عالمي ايجابي».
الابتكار
حجبت الصين موقع تويتر لكن ستون يقول بشيء من الرضا ان «الناس يجدون وسائل أخرى للتحايل على الحظر». وقد غزت هذه الخدمة الأحداث المغلقة تقليديا في الغرب. فالقاضي الذي ترأس مؤخرا في بريطانيا جلسة الاستماع للإفراج
بكفالة عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج كان أمر الصحافيين الذي حضروا الجلسة بالتوقف عن ارسال وقائع وتفاصيل الجلسة عبر التويتر.
ابتكر تويتر في 2006 من قبل ستون ومبرمج الكمبيوتر جاك دورسي كمشروع جانبي لأعمال البودكاستينغ (البث الشبكي) أوديو. وحملت واحدة من الرسائل الأولى التي بعث بها ستون الى دورسي كلمات مقتبسة للمكالمة الهاتفية للمخترع ألكسندر غراهام بيل: «واتسون تعال الى هنا، أريد أن أراك». وأدرك المؤسسان أن بين أيديهما ابتكارا ناجحا عندما استخدم 75 ألف شخص خدمتهما في غضون أيام قليلة في مهرجان ساوث ويست للفنون والتكنولوجيا في تكساس في 2007. وسرعان ما تحول ذلك الجنون المحلي الى ظاهرة عالمية بحلول صيف 2009.
معظم ثقافة واتصالات تويتر تتكون من تموضع ومواقع الأفراد نسبة الى الآخرين. والرسالة الأساسية لنداء الطيور، وفقا لدارسي سلوك الحيوانات هي: «أنا هنا. أين أنت؟» ويتفق قائلا أن ذلك أحد أسباب تسمية الموقع بهذا الاسم.
ويشير ستون الى احدى الرسائل التهكمية التى بعث بها عبر التويتر الى كلية هاس لادارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في أغسطس قائلا: «كما تعرفون جميعا، أنا رجل أعمال وأنا أعرف كيف تسير الأمور».
ويهز ستون كتفيه غير مبال ليضيف «لقد بدأت كفنان»، مشيرا الى عمله كمصمم غرافيك. «ومازلت أرى في نفسي فنانا أولا ومن ثم رجل تكنولوجيا وأعمال ثانيا». كما أنه مستخدم دائم للتويتر وله 1.6مليون من الأتباع، ومن الموضوعات الدائمة التى يكتب فيها التكنولوجيا والقطط المضحكة وصواب تناول اللفت.
لقاء أكسفورد
يزور معظم الأميركيين أكسفورد كسياح، للتجول في مبانيها وكلياتها التى تعود الى العصور القديمة. غير أن ستون، يزور المدينة، حيث أجري اللقاء معه، للمشاركة في برنامج سنوي تعقده شركات وادي السيلكون في أكسفورد تحت عنوان
Silicon Valley Comes to Oxford وتديره كلية Said لادارة الأعمال في جامعة أكسفورد. ومن ضمن البرنامج تعمل مجموعة من المبادرين ورجال الأعمال في الساحل الغربي في الولايات المتحدة على تدريب بعض من ألمع رجال الأعمال العصاميين المحتملين البريطانيين في مجال التكنولوجيا. وبالنسبة لستون، فان البرنامج يشكل أيضا فرصة نادرة لتبادل الأحاديث مع نظرائه وزملائه في وادي السيلكون، من أمثال ريد هوفمان، مؤسس لموقع شبكة الأعمال Linkedln. فكما يقول، لا يبدو أن هناك وقتا في كاليفورنيا للالتقاء بهم.
رائد آخر من رواد مواقع الشبكات الاجتماعية، مارك زوكيربيرغ، مؤسس فيس بوك، الذي جسدت شخصيته العام الماضي في فيلم «الشبكة الاجتماعية» على نحو أساء لصورته. وعند سؤاله ما اذا كان قد حضر الفيلم، أجاب «حضرته لوحدى». فزوجته أوليفيا، التى تعمل في ملجأ للحياة البرية، رفضت الذهاب. مضيفا باستهزاء «كان يجب أن أذهب مع بعض الأصدقاء»، متخيلا صورة لنفسه وهو الرائد في مواقع الشبكات الاجتماعية دون أن تكون له حياة اجتماعية.
في 2008، حاول زوكيربيرغ شراء تويتر بما يقدر بحوالي 500 مليون دولار من أسهم فيس بوك. لكن المفاوضات فشلت. ولم يتمكن مالك فيس بوك من عرض ما يريده ستون ودورسي والمؤسس الشريك الآخر لتويتر ايفان ويليامز، وفق ستون، الذي يقول «لقد أسسنا شيئا وجد الناس فيه قيمة. لكن لم ننشىء منه مشروعا تجاريا وشركة بعد ونريد أن نقوم بذلك بالفعل».
ورغم أن قيمة الشركة قدرت مؤخرا عند 7. 3 مليارات دولار، الا أنها تتكبد الخسائر. فعندما ظهر في البرنامج الأميركي للمقدم الكوميدي ستيفن كولبيرت، علق مقدم البرنامج بأن اسم بيز Biz لايمثل نموذج عمل». ويأمل ستون أن يتحول تويتر الى تحقيق الأرباح بفضل الوسائل المغلقة المدرة للسيولة مثل التويتس الترويجية المدفوعة الثمن التى تظهر نتيجة بعض البحث. ومع ذلك بدا في حيرة من السؤال الاعتيادي الذي طرح عليه: ماهي استراتجيتك للخروج؟ فيرد قائلا: «الخروج كلمة غريبة. فنحن لا نسلك ذلك الطريق. ان مسارنا هو أن نتبع عاطفتنا وشغفنا».
لذا تجرأت وسألته لماذا يطلق عليه اسم «بيز»؟ فشرح يقول انه كان يلفظ اسمه الذي أطلقه عليه والداه وهو «كريستوفر» بـ «بيزوبير» حين كان يتعلم الكلام في طفولته المبكرة. فلصق به الاسم بشكله المختصر ليصبح بيز.
ستون النباتي
حديثه يتخلله ولعا بزوجته أوليفيا، ومن الواضح أنها على النقيض من زوجات أصحاب الشركات المنقادات والخاضعات. فهي من أقنعت زوجها بأن يصبح نباتيا. ويتذكر ستون كيف أنها دفعته لقضاء شهر العسل في التجديف، وممارسة الأنشطة الرياضية عادة لا تنسجم الرومانسية. وقد انقلب المتزوجان حديثا أثناء ممارستهما للتجديف. وكما يقول ستون «لقد كان الأمر فظيعا. لقد فقدت خاتم الزواج».
هذه الحكاية نموذج لطابع ستون الذي يستهين نوعا بنفسه وقدراته. وعندما تجنب سؤالا عن هزيمة الحزب الديموقراطي الأميركي في الانتخابات النصفية للكونغرس بقوله «لم أعر اهتماما للسياسة منذ وقت طويل لأكون رأيا جيدا حول الأمر»، وبدا حين قال ذلك أقرب الى فوريست غامب ليكون ذات مصداقية (الفيلم الشهير الذي لعب دور البطولة فيه توم هانكس). وحين يتحدث عن باراك أوباما تحديدا، والذي يؤيده بالمناسبة، يبدي ملاحظة عن ادراك وتمييز: «في أي موقع قيادي، لابد لك أن تخيب أمل البعض».
تويتر والمستقبل
من الواضح أيضا أن ستون يفكر بطريقة نقدية بشأن الابتكار. ومن خلال دوره كمدير الابتكار لتويتر، يقضي ستون ثلاث ساعات أسبوعيا يفكر مليا «كيف ستبدو الشركة خلال العشر سنوات المقبلة» مع المدير التنفيذي للتكنولوجيا غريغ باس، «ويدرج ايفيان ويليامز الذي تنحى مؤخرا كرئيس تنفيذي لشركة تويتر ليرأس استراتيجية المنتجات أفضل الأفكار في الخدمة.
ويعتقد ستون أن شركات الانترنت لا تتعثر لأنها تفشل في مواكبة العصر، وهو التفسير التقليدي لمصير «أميركا أون لاين» و«ياهو» و«بيبو»، بل لأنها تفشل في تطوير نفسها
لكنه ينتقد أيضا مفهوم نيتشه لرجل الأعمال المبادر والعصامي الذي من خلال انتصار الإرادة يعيد صناعة العالم بما يتوافق مع ما يرضيه. «ان رجل الأعمال يمثل فقط مجموعات كبيرة من الأشخاص الذين يعملون معا»
ومع وضع زقزقة الطيور والانتقاء الطبيعي في الحسبان، أشرت الى أنه ضمن ملايين البشر الذين يقطنون العالم، اختارت بيئة متغيرة عدد قليل من رجال الأعمال لهذا النوع من النجاح الرفيع المستوى الذي يتمتع به ستون. فيرد قائلا «بالضبط».
طفولته.. نجاحه.. ورأي والدته
طفولته التى قضاها في بوسطن، تبدو غير سعيدة نوعا ما. فوالداه تطلقا حين كان صغيرا في السن. ويقول انه لم يحز أبدا على «علاقة حقيقية» مع والده، الذي كان ميكانيكيا لتصليح السيارات. وعملت والدته كمدرسة مساعدة في مدرسته الابتدائية مما كان يدفع الأطفال الآخرين الى مداعبته وممازحته بهذا الشأن.
ويعزو ستون ثقته بنفسه وبقدرته على العمل والمبادرة في المشروعات الى مدرسته الثانوية في بلدة ويلسلي المزدهرة التى تبعد 12 ميلا عن بوسطن. ففيها أسس فريق للعبة لاكروس وأنتج ومثل في فيلم روبن هود وعنه يقول انه كان فيه أقرب للممثل العظيم ميل بروكس منه الى راسل كرو.
بعد تخرجه من المدرسة، حول وظيفته أثناء الدراسة من نقل الصناديق في دار النشر ليتل براون الى وظيفة مصمم غرافيك بدوام كامل. وسرب تصاميم كتيب الى ملفات قسم الفنون وعندما عرضت عليه الوظيفة، ترك الدراسة في الكلية لقبولها. وأدى ذلك الى قيامه بأعمال الاستشارات في تصميم المواقع الالكترونية وتأسيس أول شركة جديدة له وهي موقع المدونات اكسنغا Xanga في عام 2000. ثم عمل في شركة غوغل العملاقة قبل أن يتركها لتأسيس أوديو، في 2005 وهي الشركة التى سبقت تويتر.
حين يسأل ما اذا كانت والدته فخورة بنجاحه، يرد ستون منزعجا «أظن ذلك، لكنها من النوع الذي يشكو ويتحدث عن العيوب والنقائص».
5
يقول ستون «نريد أن نستمر في النمو على الصعيد العالمي وأن نجعل من تويتر متوافرة على نطاق واسع على الرسائل النصية القصيرة. هناك 5 مليارات هاتف في العالم يمكن أن تتعامل مع الرسائل القصيرة، ومعظمها موجود في أماكن لا يوجد فيها انترنت».
ويعتقد ستون أن شركات الانترنت لا تتعثر لأنها تفشل في مواكبة العصر، وهو التفسير التقليدي لمصير «أميركا أون لاين» و«ياهو» و«بيبو»، بل لأنها تفشل في تطوير نفسها
0 comments:
إرسال تعليق