دعــــــــــــــــــــــــــــــــاء المسؤلين

«بسم الله وعلي بركة الله.. اللهم رخص الحديد».. هذه كانت دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يدرس توسعة إحدي كبري شركات إنتاج الحديد في المملكة، فهلل الحاضرون وقالوا «آمين»، فكرة نميسة، فالرجل الذي يجلس علي عرش السلطة في المملكة ليس لديه أحمد عز ليدعو عليه، فاختار أن يدعو الله، لعله يستجيب فتنخفض أسعار الحديد، وهو بهذا الدعاء يؤكد لمواطنيه عدم مسؤولية النظام عن رفع الأسعار، فالمسألة ابتلاء، وتحتاج إلي العناية الإلهية لرفع البلاء عن العباد.الفكرة تستحق التأمل من مسؤولينا، لأنها سترفع من غضب الناس علي الحكومة، فهم وقتها سيعرفون أن الحكومة مبتلاة، وأنها حزينة علي ما أصاب الشعب، وأمام عجزها وضعفها وهوانها علي الناس لجأت إلي الله مفرج الكروب، لعله يستجيب لدعاء الحكومة المؤمنة المظلومة.دعونا نتخيل لو أن الدكتور أحمد نظيف، رئيس الحكومة، قرر أن يصطحب وزراءه إلي ساحة الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة ليدعو الله.. فبماذا سيدعو غير خفض سعر الحديد إذا كان لن يدعو علي أحمد عز؟!اللهم اخسف بطوابير الخبز الأرض، واجعل رغيف الخبز يهرول للبيوت.اللهم إني قد رفعت أسعار الزيت والسمن واللحوم والدواجن والأسماك والأرز واللبن وغيرها من السلع، مرغما، فاخفضها رغما عني، واجعل الأموال تخرج من جيوب المواطنين بردا وسلاما.وعندها سيسمع همهمات من المواطنين المحتشدين الذين ينتظرون الغيث من السماء: أين هذه الأموال؟ سيرد: انتظروا دورها قادم في الدعاء.اللهم ارفع الرواتب وزد الدخول، ونحن سنتولي توفير هذه الزيادة من المواطنين أنفسهم.اللهم مرر الضريبة العقارية علي خير من مجلس الشوري، أما مجلس الشعب فنحن أولي به.اللهم إنا قد وعدنا الشعب بعدم زيادة مصاريف المدارس، ثم زدناها، فلا تؤاخذنا عن لغونا، وأبدل أولياء الأمور مدارس خيرا من مدارس أبنائهم.اللهم امدد قانون الطوارئ عامين في هدوء وبلا مظاهرات، فهو أفضل من قانون الإرهاب، خاصة أننا ألفناه ٢٨ عاما، وما نعرفه خير مما لا نعرف.اللهم استرنا في مصنع «أجريوم»، فلا تفضحنا واهد الكنديين لما فيه الخير لمحافظة دمياط وأهلها.اللهم فض مظاهرات أساتذة الجامعة، والعمال، والمحامين، وأنر قلوب المتظاهرين ليحملوا صورنا ويدعوا لنا لا علينا.اللهم إنا قد حولنا مصر من دولة زراعية إلي دولة عقارية، فيسر لنا القمح والأرز والقطن من حيث لا نحتسب، وفجر ينابيع المياه في صحرائنا، لنهديها للمستثمرين كي يبنوا عليها قصورا وفيلات لعبيدك الفقراء. وظل الدكتور نظيف يدعو ويدعو، ولم يسمع صوتا واحدا يقول آمين، فجمع وزراءه وانصرف.بعدها بدأ الشعب يدعو دعاءً واحداً، بصوت كالرعد، هل تعرفون ما هو هذا الدعاء؟